اسم الله الأعظم
اسم الله الأعظم
لا بدَّ وأنك قد سمعت حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن لله اسمًا أعظم إذا دُعي به أجاب وإذا سُئِل به أعطى، ولكن ما هذا الاسم تحديدًا؟
باستقراء الأحاديث التي ورد فيها ذكر اسم الله الأعظم نجد أنه ليس اسمًا واحدًا بل قد يكون عبارة عن عدة أسماء أو عدة صفات أو تجليات أو عبارات تتداخل معانيها معًا، ونذكر من الأحاديث قوله (صلى الله عليه وسلم): «اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِي به أجاب في ثلاث سور من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه»، وحديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب.
وحديث أنس بن مالك قال: «مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأبي عياش زيد بن الصامت الزرقي وهو يصلي وهو يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئِل به أعطى»، فهذه الأحاديث تثبت أن الاسم الأعظم ليس محصورًا في اسم معين حتى يتحرى الناس ويجتهدوا في معرفة وفهم أسماء الله تبارك وتعالى وفي دعائه بها ومناجاته والثناء عليه.
واختلف العلماء على وجود هذا الاسم على ثلاثة أقوال: الأول قولهم بإنكار وجود اسم أعظم؛ لاعتقادهم بعدم تفضيل اسم من أسماء الله على اسم آخر، ويرى أصحاب القول الثاني أن الله قد استأثر بعلمه ولم يطلع عليه أحدًا، والقول الثالث إنهم أثبتوه وعينوه ولكنهم اختلفوا في تعيينه تحديدًا.
يقول ابن القيم في مدارج السالكين: «اسم “الله” دال على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا…».
الفكرة من كتاب كاشف الأحزان ومسالح الأمان
واهم هو من ظن أو اعتقد أن أهل الصلاح أو العلم أو الدعوة لا ينالهم من البلايا مثل ما ينال سواهم، وذلك لفضل علم عندهم أو تقوى، والحقيقة هي أن أشد الناس بلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، والله إنما يبتلي العبد لحكمة ولخير إما ليعلمه وإما ليربيه أو ليفتح عينيه على ذنب كاد يهلكه، أو ليرفع درجته بهذا البلاء في الجنة درجة ما كان سيبلغها بعلمه ولا عمله وغيرها من الحكم التي لا يعلمها إلا الله.
مؤلف كتاب كاشف الأحزان ومسالح الأمان
فريد الأنصاري: عالم دين وأديب، مغربي الجنسية، حصل على الدكتوراه في تخصص أصول الفقه وعمل خطيبًا وواعظًا في العديد من جوامع مدينة مكناس بالمغرب، كما ترأس العديد من المناصب للمجالس والشؤون الإسلامية.
من أبرز مؤلفاته:
جمالية الدين.
ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله.
بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق.
سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة.