انتصار آخر وفتنة الرَّيسوني
انتصار آخر وفتنة الرَّيسوني
كان لانتصارات المُجاهدين أثرٌ كبيرٌ في الساحة السياسية، ففي عام 1922م استقال الكولونيل ميان أسطراي مؤسس قوات لا ليخيون من منصبه بعد هزائم متكررة وأسْر مئات الجنود الإسبانيين، وخلفه الديكتاتور العسكري الجنرال بريمو دي ريفيرا، وفي نوفمبر / تشرين الثاني 1924م أدى قرار ابن عبد الكريم بالانتشار غربًا إلى السيطرة على مدينة شفشاون بعد الانسحاب الكارثي للإسبان منها وتكبُّدهم خسائر كبيرة بعدما تم حصارهم، واعتبره المجاهدون انتصارًا كبيرًا ويومًا عظيمًا.
بعد نحو شهرين من تحرير شفشاون، حدثت فتنة في القبيلة المُقيمة بالمدينة “قبيلة الأخماس”، إذ وقعت بينها وبين السلطان المغربي مناوشات أدَّت إلى هجوم جيوش السلطان عليها في عام 1925م، كما عمل شخص يُدعى “الشريف الريسوني” على إشعال نار الفتنة بين الجميع، وقد أخذت قيادة المجاهدين هذه المرة أسلوب الصرامة نحو هذه الفتن، حيث استطاع المجاهدون في معركة فاصلة أَسْرَ الريسوني، وقد كان للريسوني تعاملات طيبة مع الأمير الخطابي في الجهاد ضد الإسبان لكنه طمع في القيادة، وقد تم إعدام من اشتركوا في عمليات القتل من قادة الريسوني، ومات الريسوني في أثناء الأسر نتيجة مرض الوذمة.
ويشير المساري إلى شخصية قائد يُدعى أحمد اخريرو الحزمري، الذي كان من أتباع الشريف الريسوني الذين اختلفوا معه وتركوه بسبب الهدنة التي عقدها مع الإسبان واستلامه الأموال والهبات منهم، وظل اخريرو مُجاهدًا ضد الإسبان حتى بعد استسلام الخطابي في منتصف 1926م، ويُذكر أنه قصف تطوان في فبراير / شباط 1926م بمدافع نصبها فوق جبل غرغيز، مما اضطر الإسبان إلى تنفيذ إنزال قوات في وادي أمسا لتجري معارك قوية أدت إلى إصابة رئيس قوات لا ليخيون الجنرال ميان أستراي، وقد استُشهِد اخريرو في نوفمبر / تشرين الثاني 1926م بعد إصابته برصاصة في كليته اليسرى أدت إلى وفاته.
الفكرة من كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
في أقصى المغرب العربي حيث تقع أحد بلاده تحت استعمار أوروبي، خرج مُناضل ريفي على رأس فئة قليلة من المُجاهدين يُعلن دولته علانيةً أمام تجاهل القوى الإسبانية الكبرى، ليُنزل بجيوشهم المنظمة هزائم فادحة ويفاوضهم على أسراهم، لتنقلب الأوضاع وتشتعل الأحداث بعدما حاصرهم وأذلَّهم، إنه الأمير الريفي المغربي محمد بن عبد الكريم الخطَّابي.. في هذا الكتاب يستعرض المساري تاريخه وسيرته.
مؤلف كتاب محمد بن عبد الكريم الخطابي
محمد العربي المساري (1936-2015): مؤرخ وصحفي وسياسي مغربي، عمل رئيسًا للتحرير في جريدة العلم المغربية، ثم اتجه إلى السياسة وانتُخب نائبًا في البرلمان، وفي عام 1974م عُيِّن وزيرًا للاتصال، كما عمل سفيرًا للمغرب بالبرازيل.
له عدة مؤلفات أهمها:
جدلٌ حول العرب.
مع فتح في الأغوار.
معركتنا العربية ضد الاستعمار والصهيونية.