هل للضغط المرتفع أضرار؟
هل للضغط المرتفع أضرار؟
في كثير من الأحيان يظن البعض أن الضغط المرتفع ما هو إلا بضع ساعات من الصداع فقط، وقد شعروا بذلك مئات المرات من قبل، والحقيقة أن الصداع هو أبسط عرَض قد يسبِّبه الضغط المرتفع لأنه قد تتطوَّر عنه مشكلات لا حصر لها في كل الأعضاء، وعلى سبيل الذكر فإن ارتفاع الضغط وما ينتج عنه من تضيق الشرايين الكبرى في الجسم يزيد من الحِمل الذي يواجهه القلب أثناء ضخ الدم، وقد خلق الله بعض الميكانيزمات التي تواجه هذه الحالة ومن أهمها أن الألياف العضلية للقلب تبدأ في التمدُّد والتضخم حتى تنقبض بقوة أكثر لتتغلَّب على هذا الضغط العالي، لكن يبقى رد الفعل هذا له مقدار معين وطاقة محدودة، وإذا استمر لفترة طويلة قد يهدِّد القلب بالفشل Heart failure.
الأمر الآخر أن تصلُّب الشرايين قد يصل إلى الشرايين التاجية المغذية للقلب، ومن ثم يحدث قصور في تروية القلب أو أجزاء منه، ويدخل المريض في حالة من الألم الشديد في الصدر وألم رجيع في الكتف والمرفق ممتدًا إلى الإصبع الخامس فيما يعرف بـ”ذبحة صدرية” عندما يرتفع الضغط الدموي، أحيانًا لا تتحمَّل جدران الشرايين ذلك الارتفاع لضعفها مع الوقت فتبدأ عند تلك المواضع الضعيفة في تكوُّن انتفاخات دموية- Aneurysm، وتكمن خطورتها أنها انتفاخات هشَّة قد تنفجر وتؤدي إلى نزيف داخلي مما يهدِّد حياة المريض بالكلية.
على مستوى المخ يؤدي الاضطراب في شرايينه إذا كان بسيطًا إلى مشكلات في الذاكرة والوظائف المعرفية فقط، وإذا كان شديدًا يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية وما ينتج عنها من ضعف أو شلل للحركة أو فقد للإحساس أو فقد للنطق.
من ضمن الشرايين المهمة والحساسة لتأثيرات الضغط المختلفة شرايين العين التي عندما تضيق أو تنزف تصيب الشبكية بأضرار بالغة تهدِّد بفقد الرؤية تمامًا، وكذلك شرايين الكلى، الأمر الذي يؤثر في وظيفتها، ونلاحظ ذلك التأثير عن طريق الوظيفة الإخراجية للكلى وما يخرج في البول من بروتينات.
كل ما سبق لا يجعل من الضغط المرتفع مرضًا في حد ذاته، وإنما متلازمة تأتي بأعراض أو مشكلات عديدة، لذلك اهتمام المريض بضبط مستوى ضغطه وعدم التهاون في ذلك، يعدُّ أولوية قصوى للحفاظ على حياته خالية من المضاعفات.
الفكرة من كتاب الضغط الدموي وكيف نتعايش معه
لا يخلو بيتُ أحدنا من مريض ضغط تقريبًا، ومن هنا تدرك مدى انتشار هذا المرض، لكن للأسف شأنه شأن باقي الأمراض يواجه الناس فقرًا في التوعية به وضعفًا في المعرفة عنه وأعراضه ومضاعفاته.
يتحدث الكاتب عن الجهاز الدوري بمكوناته وما يقوم به القلب ليدفع الدم إلى أطراف الأصابع والأقدام، ثم ينتقل إلى الحديث عن بعض المفاهيم الخاصة بالضغط، كالضغط الانقباضي والانبساطي، ويذكر أكثر المضاعفات المنتشرة بسببه، ثم يوضح طريقة التعايش مع الضغط عن طريق ضبط الحياة اليومية.
مؤلف كتاب الضغط الدموي وكيف نتعايش معه
هرمن بوميرانز: أحد أطباء شركة التأمين على الحياة في مدينة نيويورك.
المترجم في سطور :
الدكتور عبد الحليم عبدالله العليمي: ماجستير في الصحة العامة من جامعتي هارفرد وميشيغان.