من القلب إلى الأوعية
من القلب إلى الأوعية
لكي ينتقل الدم من الأذينين إلى البطينين يعبر من خلال صمام بين كل حجرتين، يفتح أثناء فترة الراحة العضلية أو فترة امتلاء البطينين، ثم يغلق حتى يمنع ارتجاع الدم إلى الأذينين مرة أخرى.
الصمام بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر يعرف بالصمام الميترالي، وبين الأذين الأيمن والبطين الأيمن يعرف بالصمام ثلاثي الشرفات، وجدار البطين الأيسر أقوى من جدار البطين الأيمن وجدران البطينين أقوى من جدران الأذينين لأن مسؤولية ضخ الدم عن طريق الانقباض إلى الأوعية؛ الأورطي والرئوي وما بهما من مقاومة تقع بالكامل على البطينين، إضافةً إلى أن 70% من الدم الموجود بالأذينين يعبر دون أي انقباضات مطلقًا، و30% فقط المتبقية بعد ذلك في حاجة إلى انقباض الأذينين، ولذلك كل هذا يفسر مدى القوة التي يحتاجها القلب في بعض أجزائه عن البعض الآخر.
تجدر بنا الإشارة إلى ممرات الدم (الأوعية) التي يعبر فيها الدم من القلب وإليه، الأوعية فسيولوجيًّا إما شرايين أو أوردة أو شعيرات دموية، والشرايين تحمل دمًا مؤكسجًا (عدا الشريان الرئوي) لتغذية الخلايا بالغذاء والأكسجين، فجدرانها قوية لتتحمَّل الضغط الناشئ عليها من اندفاع الدم بها، يمكن أن تشعر النبض من خلال الموجات المنتقلة عبر الشرايين كما عند مفصل الرسغ أو في جانب الرقبة، على عكس الأوردة، لأن الأوردة تحمل الدم من أعضاء الجسم المتجهة إلى القلب وتحديدًا الأذين الأيمن، تحمل دمًا غير مؤكسج به ثاني أكسيد الكربون (عدا الأوردة الرئوية الأربعة)، فجدرانها ليست قوية كما في الشرايين لكنها معوَّضة بصمامات على طول الأوردة وخصوصًا أوردة الأطراف السفلية لتمنع عودة الدم بالجاذبية إلى أسفل، لا يمكن أن تشعر بنبض أو ضغط الوريد بيدك، ولكن يمكن أن تراه في ظروف معينة في الوريد الوداجي في الرقبة، ويوجد بين الشرايين والأوردة شعيرات وأوعية دقيقة تُعرَف بالشعيرات الدموية تعمل كموصلات بينهما، ويعادل طولها مجتمعة حوالي 96 ألف كيلومتر، أي أكثر من طول محيط الكرة الأرضية عند الاستواء.
الفكرة من كتاب الضغط الدموي وكيف نتعايش معه
لا يخلو بيتُ أحدنا من مريض ضغط تقريبًا، ومن هنا تدرك مدى انتشار هذا المرض، لكن للأسف شأنه شأن باقي الأمراض يواجه الناس فقرًا في التوعية به وضعفًا في المعرفة عنه وأعراضه ومضاعفاته.
يتحدث الكاتب عن الجهاز الدوري بمكوناته وما يقوم به القلب ليدفع الدم إلى أطراف الأصابع والأقدام، ثم ينتقل إلى الحديث عن بعض المفاهيم الخاصة بالضغط، كالضغط الانقباضي والانبساطي، ويذكر أكثر المضاعفات المنتشرة بسببه، ثم يوضح طريقة التعايش مع الضغط عن طريق ضبط الحياة اليومية.
مؤلف كتاب الضغط الدموي وكيف نتعايش معه
هرمن بوميرانز: أحد أطباء شركة التأمين على الحياة في مدينة نيويورك.
المترجم في سطور :
الدكتور عبد الحليم عبدالله العليمي: ماجستير في الصحة العامة من جامعتي هارفرد وميشيغان.