الحصار يقضي على الموصل
الحصار يقضي على الموصل
أما عن الحصار فقد تابعت الموصل مفاجآتها في الصمود، حتى ذُهِل أهلها وجنودها مما حقَّقوه قبل أن يُذهل المغول أنفسهم، ففي إحدى المحاولات المغولية لاختراق المدينة من جهاتها الجنوبية، سحق جنود الموصل قواتٍ مغولية وقائدها صدر الدين التبريزي، حتى أجبروهم على التراجع، كما أظهرت المنجنيقات الموصلية كفاءتها التي قهقرت التقدم المغولي، وأمر الملك الصالح بأن يمطروهم برؤوس قتلاهم كما فعل المغول!
لما علم صندغون بما حلَّ بقوات صدر الدين التبريزي أمر بإحضارِه، وعنَّفه رغم ما به من جراح، ولام عليه مقتل الكثير من خيرة جنود المغول بسببه في تلك المحاولة الفاشلة، مُعتبرًا أنه قد أعطى أهل الموصل سلاحًا فعالًا لرفع معنوياتهم في المقاومة لفترة أطول، ولم يكن هذا في صالحهم بالطبع، فسرعان ما أمر بإرساله إلى هولاكو لطلب نجدة تساعدهم على تشديد الحصار.
بلَّغ شهاب الدين -رئيس الديوان- الملك الصالح بنفاد الأموال ومخازن التموين، وأنه لا يستطيع الاستجابة للمطالب اليومية الضرورية في هذه الفترة الحرجة، وكان قد انتشر الوباء في أنحاء الموصل، وزاد من عُمق المشكلة المعونة التي وصلت إلى صندغون من هولاكو، وما حدث لابن الملك الصالح “علاء المُلك” الذي لا يتعدَّى الست سنوات والذي احتجزه صندغون بعدما طلب إرساله للنظر في الصلح ولكنه خدعه، وجعله أسيرًا لديهم للضغط على الصالح إسماعيل.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.