هل سينسحب المغول؟
هل سينسحب المغول؟
كاد صندغون يأمر قواته بالرحيل، ولكن حدث أن أتى زين الدين الحافظي -أمير مملوكي موالٍ للمغول- لخيمته يبشِّره بحدوث مشكلات في الجيش المملوكي القادم لنجدة الموصل، فقد انحرف قسم كبير منه -سنقر الرومي وجنوده- عن هدفه بسبب انشغاله بالقتال مع الصليبيين في أنطاكية، أما القسم الآخر –جيش شمس الدين البرلي- فلن يُمثِّل خطرًا بجيشه الصغير الذي لا يتخطَّى بضع مئات لأن قواته لن تقدر على أداء المهمة وحدها.
فرح صندغون بهذا الخبر المُفاجئ، وعلى الفور أمر بتغيير قرار الانسحاب إلى خروج قسم من الجيش المغولي تحت قيادته لقتال شمس الدين البرلي، وترك باقي الجيش على الحصار حتى يجتمعوا مرة أخرى مُتفرغين لأمر المدينة، وبالفعل استطاع هزيمة البرلي وجيشه الصغير بسهولة، وأسر منهم فوق الثمانين مسلمًا، وانسحب البرلي جريحًا مع قلة قليلة ممن تبقى معه، ولاستفزاز الملك الصالح وإضعاف معنويات أهالي الموصل، قرَّر صندغون إرسال ثلاثة من الأسرى إلى الموصل ليبعثوا الخوف في نفوس الأهالي من أفاعيل المغول وقوّتهم، وليخبروهم بانقطاع أي نجدة قادمة لهم.
لم تسر خطة الأسرى كما تمنَّى صندغون، فقد تبيَّن أن بعضهم خدعوه بالموافقة على ما أمرهم به حتى يدخلوا على الملك الصالح فيبلغوه بتلك الخطط، حيث أخبروه أن البرلي كان يريد الانضمام رغم جيشه الصغير بعَدمَا علِم بعدَم قدوم سنقر الرومي، لكن خيانة الزين الحافظي منعت إتمام خطته بعد هجوم صندغون عليه، وأنه قد يكون هناك بعض الأمل في انسحاب البرلي إلى الشام لإعادة تجهيز جيشه ومحاولة الكَرَّة، إذا لم يكن قد مات في الطريق بفِعل جراحِهِ الشديدة.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.