مؤامرة المندوب المغولي
مؤامرة المندوب المغولي
في تلك الأثناء، اجتمع علم الدين سنجر مع كبار قادة وأمراء الموصل ليتشاوروا في أمر المندوب المغولي الذي كان قد أُمِر بمراقبته، حيث قرَّر ذلك المندوب تدبير مؤامرة لمنع عَلَم الدِّين من العودة إلى المدينة بعد توديعه الملك الصالح، حتى تكون الموصل بلا قائد فيسهل تسليمها إلى المغول القادمين، ولكن فشلت خطته فهرب، وحاول بعض قادة الموصل ملاحقة المندوب لقتله، ولكنه استطاع الاحتماء بقلعة المدينة مع عدد من النصارى المتآمرين معه.
وبالطبع غضب علم الدين سنجر مما حدث، خصوصًا بسبب ما فعله بعضٌ من نصارى المدينة في مساندة المندوب المغولي، حيث تذكَّر وقتها تحذير الملك الصالح له بخصوصهم لما له من علمٍ بعَطف هولاكو عليهم بسبب زوجته النصرانية، فيُصبح الأمر ورقةً رابحة في يد المغول وقائدهم “صندغون” لتمزيق الصفوف من الدَّاخل، ولم يكن كل النصارى مؤيدين للمغول، فقد كان بعضهم مع قيادة الموصل قلبًا ويدًا، كما أعلنوا تضامنهم وتبرؤوا مما فعله أصحابهم.
أما عن المندوب المغولي، فقد اتخذ هو ومن معه من قلعة الموصل حصنًا للاحتماء به حتى مجيء المغول، وبدؤوا يُعدّدون ما لصالح المغول من غلبةٍ في العدد والعدَّة، وكذلك غياب الملك الصالح الذي ربما لا يستطيع العودة إلى الموصل لكون صندغون -قائد الجيش المغولي- قد حاصرها وقتها، لكنهم كذلك أبدوا خشيتهم من قدومِ نجدة كبيرة من المماليك بمصر، ما سيقلب موازين القوى حتى قاطع حديثهم سماع صوت الطبول المغولية معلنةً مجيئها، ففرحوا وتجهَّزوا لذلك متوعِّدين علم الدين سنجر.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.