التوجه إلى مصر
التوجه إلى مصر
في ظهر اليوم نفسه قرَّر الصالح توديع رجليه -علم الدين وشهاب الدين- والخروج مع عدد من الأمراء والجندِ إلى مصر ليطلب من سلطانها “الظاهر بيبرس” الوقوف بجانب الموصل ودعمها ضد حصار المغول القادم، ودار بينهم حديث طويل قبل الرحيل، خصوصًا مع شهاب الدين الذي ظلَّ مترددًا من ذلك القرار وتوابعه، لكن الصالح خرج بمعنوياتٍ عالية بسبب التأييد الكبير من علم الدين له، وتذكيره بما فعلته مصر حين قرَّرت المواجهة، مما أدى إلى انتصارها في موقعة عين جالوت.
لما وصل الملك الصالح إلى مصر، اندهش السلطان بيبرس من سرعة وصوله، واستقبله باحترامٍ وتقدير، فلمَّا رآه قال له: “حللت أهلًا، ووطئت سهلًا”، فكان رد الملك الصالح عليه بأنه لم يطأ سهلًا حتى يأخذ وعدًا بالمعونة لمواجهة الغزو المغولي القادم، موضحًا أنه إن لم تستطع الموصل أن تتصدَّى له، فستكون القاهرة مُعرَّضة للخطر مرة أخرى.
في البداية لم يردّ بيبرس سريعًا، وطلب إمهاله يومًا أو يومين للتفكير في ذلك، ثم سأله عن موعد وصول المغول إلى الموصل، فردَّ عليه بأنهم ربما يكونون قد وصلوا وبدؤوا حصارهم، وأنه لن ينتظر حتى قدوم المعونة، بل سيتحرك راجعًا إلى الموصل ليُدبّر أمرها، فتساءل بيبرس عن استطاعة دخول الصالح إلى الموصل إذا بدأ المغول بحصارها، لكنه طمأنه بأنه قد دبَّر لذلك الأمر مع رجاله وقادته.
الفكرة من كتاب المغول
يقف الكاتب عند واحدة من اللحظات المؤثرة في تاريخنا الإسلامي، مُستخدِمًا الأسلوب المسرحي ليسرد أحداث سقوط الموصل وموت قائدها الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ، الذي قرَّر الانتفاضة لدينِه وإخوانه في الدِّين، ولنعلم أن التَّاريخ لا يذكر البطل لما حقَّقه من انتصار، إنما يذكره لما اتخذه من قرار، وكان الصالح خير مثالٍ على ذلك.
مؤلف كتاب المغول
عماد الدين خليل آل طالب: أديب ومؤرخ عراقي، حصل على الماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بغداد، ثم حصل على الدكتوراه في التخصُّص نفسه من جامعة عين شمس بمصر، وهو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمي.
له عدد كبير من المؤلفات التاريخية والأدبية لا سيِّما في المسرح والقصة والشعر، أهمها:
عماد الدين زنكي.
مدخل إلى الحضارة الإسلامية.
القرآن الكريم من منظور غربي.
الإمارات الأرتقية في الجزائر الفراتية والشام.