الدولة الصنهاجية
الدولة الصنهاجية
استمال خلفاء الدولة العبيدية قبائل بربرية تُدعى الصنهاجية وأسندوا إليها المناصب الكبرى في الدولة، كما أهدوهم حكم تونس والمغرب، وتأسَّست الدولة الصنهاجية على يد أبو الفتوح يوسف بُلكين بن زيري الصنهاجي (362-373هـ) الذي يُعد أول حاكم لبلاد المغرب من أصل بربري بعد الفتح الإسلامي، وكان مواليًا للعبيديين متفانيًا في خدمتهم والقضاء على الثورات ضدهم، وبخاصة ثورة قبائل زناتة التي دعمتها الدولة الأموية في الأندلس، وبرغم تبعيَّته للعبيديين وولائه للمذهب الإسماعيلي الباطني فإنه لم يكن متشدِّدًا في مطالبة الناس بالتشيُّع، فانفسح المجال نسبيًّا أمام علماء أهل السنة وبدأت الحياة تعود إلى المساجد والكتاتيب وعادت المؤلفات في بيان الإسلام الصحيح.
بعد وفاة أبو الفتوح سنة 406هـ، نُودي بابنه المُعز بن باديس الصنهاجي أميرًا للمغرب، وفي ذلك الوقت كان قد استطاع بعض فقهاء أهل السنة المالكية الوصول إلى ديوان الحكم والتأثير في الوزراء والأمراء للتخفيف على أهل السُّنة، وكان على رأسهم العالم أبو الحسن الزجَّال الذي اجتهد في تربية الأمير المعز بن باديس على منهج أهل السنة والجماعة سرًّا، ليخرج المعز بن باديس على الدين الصحيح، فحمل أهل بلاده على مذهب الإمام مالك وخلع طاعة العبيدية وخطب للخليفة العباسي القائم بأمر الله رغم تهديدات المستنصر بمصر، وفي عام 435هـ بدأ المُعز بن باديس حملات تطهير للمعتقدات الكفرية والذين يسبُّون الصحابة لتصفية الشمال الأفريقي من المعتقدات الفاسدة، وواصل السير في تخطيطه للانفصال الكلي عن العبيديين في مصر، لتنضم إليه إمارة برقة وأميرها جبارة بن مختار الذي أعلن الطاعة له.
الفكرة من كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
طبقًا للأحاديث النبوية الصحيحة، فإنه سيخرج آخر الزمان من أهل البيت رجلٌ يملك سبع سنين ينشر فيها العدل والسلام بعد الجور والظلم، ويكون اسمه كاسم رسول الله ﷺ واسم أبيه -أي محمد بن عبد الله- ويكون من ذرية فاطمة (رضي الله عنها)، وظهوره من المشرق، وسيحضر نزول عيسى ابن مريم (عليه السلام) الذي سيُصلِّي خلفه، هذا الرجل هو المهدي، وقد ذُكر في خمسين حديثًا، بيَّن أئمة الحديث الصحيح فيها من غيره.
وفي إثر هذا ظهرت جماعات من الشيعة بقيادة دجالين كاذبين ادَّعى بعضهم أنهم المهدي المنتظر، فاستحلوا الدماء والأعراض وحرَّفوا القرآن والسُّنَّة، وعلى هذا فيتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الدولة العبيدية الفاطمية بنوع من الدراسة البحثية.
مؤلف كتاب الدولة العبيدية الفاطمية
علي محمد محمد الصلابي: فقيه ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي الجنسية، نال درجة الماجستير في أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، كما حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.
وله العديد من المؤلفات، منها: “دولة السلاجقة: موسوعة الحروب الصليبية”، و”السلطان الشهيد عماد الدين زنكي”، و”صفحات مشرفة من التاريخ الإسلامي”، و”فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب”.