مالك الشباز ورحلة التغيير الحقيقي

بعدما خرج مالكوم من السجن أصبح عضوًا فاعلًا وناشطًا في جماعة “أمة الإسلام” مدافعًا عن حقوق السود ومناضلًا ضد البيض، وأخذ يدعو الشباب السود إلى جماعة “أمة الاسلام”؛ فتأثَّر به كثيرون لخطابِه المفوَّه الحماسي، كما امتاز بأنه يخاطبُ الناس باللغة التي يفهمونها، فاهتدى على يديه شباب كثير، ونظرًا إلى قدراته التنظيمية والقيادية والخطابية، فقد تدرج شيئًا فشيئًا ضمن الجماعة، حتى أصبح الداعية الأول خلف مؤسس الجماعة، لكنه بعد ذلك انشق عنها بسبب خلافات كبيرة بينه وبين إليجاه محمد، وأنشأ جماعة أخرى أسماها “المسجد الإسلامي الموحَّد”، للدفاع عن السود الأمريكيين.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وفي أثناء تلك الفترة قابل مالكوم الدكتور محمد يوسف الشورابي الذي كان يعمل مستشارًا بالأمم المتحدة، ونصحه “الشورابي” بأن يؤدي فريضة “الحج”، وبالفعل سافر مالكوم في نفس العام إلى القاهرة وقابل شيخ الأزهر ومفتي مِصر، ثم سافر إلى مكة المكرمة لتأدية فريضة الحج.

وفي الحج وَجَدَ مالكوم الإسلام الصحيح الخالي من الأفكار العنصرية والعقدية الخاطئة التي كان يؤمن بها، فيقول: “رأيتُ لأول مرَّة أُناسًا من كل الألوان، لا ينظرون إلى ألوانهم، ويعيشون في إخاءٍ صادقٍ حقيقي، وما رأيته وعشته في هذه الحَجّة قلبَ أفكاري وجَعلَني أتخلَّص بسهولةٍ من بعض استنتاجاتي القديمة”، وقال أيضًا: “لقد فتحَ الإسلام الصحيح عيني على أن إدانة كل البيض، كإدانة البيض للسود، وهذا شيء خاطئ”.

إن أكثر ما يثير في فكر مالكوم إكس هو التطوُّر السريع والتجدُّد والاستفادة من التجارِب، فبعد عودته من مكة غيَّر مالكوم اسمه إلى “الحاج مالك الشباز”، وأخذ يدعو إلى الدين الإسلامي الصحيح البعيد عن التعصب والتفرقة، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة “أمة الإسلام” إلا أنه قوبل بالرفض.

وفي عام 1965 في أثناء أحد المؤتمرات اُغتيل “مالك الشباز” بـ 12 رصاصة، لينتقل إلى رحمة الله عن عمر يناهز الـ40 عامًا، لقد كانت حياته حياة ملحمية إنسانية وبطولية، يقول عنها الدكتور عبد الوهاب المسيري إنها: “ترتيلة تمجد روح الإنسان التي يمكنها البقاء والاستمرار في مواجهة أكثر الظروف إفسادًا وتدميرًا”.

مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.

عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:

إنسان صح.

أبناء الملتزمين.