الحرب الأهلية الأمريكية

هذا الوضع المهين للعبيد قد أدى إلى قيام العديد من الانتفاضات من أجل التحرُّر من العبودية ومناهضة العنصرية والمطالبة بالمساواة، فقد شهد التاريخ الأمريكي نحو 250 انتفاضة قام بها العبيد، ومن أشهرها انتفاضة “فتنة غبريال” بولاية فيرجينيا عام 1800، التي قُتِلَ فيها 35 من قادتهم، وانتفاضة “فلوريدا” عام 1816 التي قام بها ألف عبد، حيث قاوموا الجيش الأمريكي لمدة أسابيع حتى قُتِلوا جميعًا، فتاريخ العبيد لم يكن تاريخًا مستكينًا بل كان تاريخًا ممتلئًا بالمقاومة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وقد كان لأثر إنهاء وتجريم العبودية على نحو صارم في بريطانيا صداه في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب انتفاضات العبيد ومطالبتهم بالحرية والمساواة، فقامت عدَّة ولايات بتجريم الرق كولاية “رود آيلاند”، كما تم تجريم الرق واستعباد البشر فعليًّا عام 1808 في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تجارة الرق كانت مستمرة عن طريق التهريب، كما أن الولايات الأمريكية الجنوبية كانت ضد تجريم تجارة الرقيق، لأنها تحتاج إليهم في زراعة القطن وصناعته، وفي ظل الخلاف بين الولايات الشمالية المؤيدة لإلغاء نظام الرق، وبين الولايات الجنوبية الرافضة لإلغاء نظام الرق، نشطت جمعيات وحركات لتهريب العبيد إلى الولايات الشمالية وإلى “كندا”، وقد أدى إلغاء نظام الرق والعبودية في النهاية إلى اشتداد الخلاف بين “الولايات الشمالية” و”الولايات الجنوبية”، مما أدى في النهاية -وضمن عدة أسباب أخرى- إلى قيام “الحرب الأهلية الأمريكية” التي استمرت مدة أربع سنوات.

ففور إعلان الرئيس الأمريكي “إبراهام لينكون” حظر الرق في الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت الولايات الجنوبية انفصالها، وقامت الحرب الأهلية الأمريكية، وقد شارك العبيد مع معسكر الشمال للقضاء على نظام العبودية وتحرير إخوانهم من العبيد في الولايات الجنوبية، وانتهت الحرب بانتصار الولايات الشمالية بقيادة إبراهام لينكون، وتم تعديل الدستور الأمريكي لينُص على إلغاء نظام الرق والعبودية، ورغم نص القانون على المساواة، فإن وضع العبيد لم يتحسن كثيرًا في الولايات الجنوبية، لأن الرجل الأبيض في تلك الولايات كان يرى نفسه -ولعدة قرون- أنه متفوق على الرجل الأسود وأرقى منه، كما أنه لم يترك العبودية إلا بسبب هزيمته في الحرب الأهلية. 

مالكوم إكس -أو الحاج مالك الشباز- هو واحد من أهم رموز مناهضة العنصرية وعدم المساواة بين الأعراق، فبفضل نضاله استطاع أن يحقق لأصحاب البشرة السوداء الكثير من الحرية والتحرُّر من هيمنة الرجل الأبيض على السُّود، وإنهاء حالة الفصل العنصري التي كانت شائعة في أمريكا خلال القرون الماضية، كما أن اعتناق مالكوم إكس للدين الإسلامي والدعوة إليه جعله واحدًا من أهم أعلام الدعوة إلى الإسلام في أمريكا، فقد كان للإسلام أثر كبير في ثقافة مالكوم إكس ومنهجه لمواجهة العنصرية، كون الدين الإسلامي هو دين المساواة، إذ لا فرق بين أبيض على أسود ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى.

عبد الرحمن محمد ضاحي: كاتب، وصحفي، ومدون مصري، مهتم بقضايا التربية، وحاصل على درجة الماجستير من جامعة الإمام ببيروت الإسلامية في قسم الدراسات الإسلامية، له عدة مؤلفات، منها:

إنسان صح.

أبناء الملتزمين.