الرأسمالية
الرأسمالية
يُعدُّ القرن التاسع عشر هو القرن الذي اكتملت فيه الرأسمالية لتصبح على صورتها التي نعرفها اليوم من حيث “الإنتاج لصالح السوق، والسلع في مقابل النقد، والإنتاج بالاعتماد على العمل المأجور، وتقسيم العمل الذي اعتدنا أن نراه في صورته البيروقراطية”، تلك الأمور هي التي تميز الإنتاج الرأسمالي، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي الذي ضاعف قوى الإنتاج في عصرنا الحالي، وبالتالي أصبحت الرأسمالية والتقدم التكنولوجي “نموذجًا اقتصاديًّا جديدًا قادرًا على توليد الثروة بأضعاف المعدلات السابقة، واستغلال الموارد الطبيعية على أفضل نحو ممكن”.
لكن إرهاصات هذا النوع من الإنتاج الرأسمالي كان قبل القرن التاسع عشر بفترة كبيرة وتطوَّر تدريجيًّا على يد “طبقة التجار البرجوازية” في أوروبا الغربية مما أنتج الرأسمالية الصناعية، وبالتالي استطاعت طبقة التجار البرجوازية أن تراكم الأموال لتصبح نموذجًا اقتصاديًّا متميزًا يُشار إليه بالبنان، ومن هنا أدركت العديد من الدول في العالم -لكن بشكل متأخر- مدى القوة والسلطة اللتين منحها إياهما نمط الإنتاج الرأسمالي لدول أوروبا الغربية، وبالتالي قرَّرت هذه الدول أن تحذو حذوها لكي تلحق بركب التقدم الذي فاتها.
لم تكن مصر في عهد “محمد علي باشا” غائبة عن هذا النمط القائم على الإنتاج الرأسمالي، وبالتالي قامت “الأسرة العلوية” بأخذ خطوات في هذا المضمار ولم تترك الأمر للصدفة، فقام “محمد علي” بتحديث الزراعة لزيادة الإنتاج ومنها زيادة إيرادات الدولة، إضافةً إلى إنشاء الصناعات الحديثة إلى جانب فرض الحماية عليها لمنع المنافسة الأوروبية من أجل ضمان النمو والاستمرار، كما عمل على إيجاد فئة عرفت باسم “كبار المزارعين” من أعيان ووجهاء القرى لتكون عونًا له في حكمه، إلا أنه من جهة أخرى قضى على طبقة التجار المحليين والحرفيين والصنَّاع المهرة، ما أدَّى إلى “عرقلة نمو الطبقة الوسطى المشتغلة بالصناعة والتجارة، وهي الطبقة التي أرست أصول الرأسمالية في أوروبا”.
الفكرة من كتاب مُلَّاك مصر.. قصة صعود الرأسمالية المصرية
يبحث هذا الكتاب قصة صعود الرأسمالية في مصر منذ حُكم محمد علي باشا، ومراحل تطورها خلال فترة حكم الأسرة العلوية لمصر وظهور فئة الملاك الزراعيين التي شكَّلت البرجوازية المصرية في تلك الفترة، مرورًا بالإصلاحات التي قام بها نظام يوليو 52 وما تبعه من انغلاق اقتصادي وإنشاء المصانع وخلق فرص العمل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على فترة الانفتاح الاقتصادي والسوق الحرة في عهد السادات وما بعدها في عهد مبارك وأثر هذا الانفتاح في مراكمة رأس المال وبزوغ نجم الرأسمالية وشيطنة العشوائيات والترويج لثقافة الكومباوند والمُدن المسوَّرة، إلى جانب تغيير نمط الاستهلاك وانتشار ثقافة الوجبات السريعة.
مؤلف كتاب مُلَّاك مصر.. قصة صعود الرأسمالية المصرية
بيسان كساب، كاتبة صحفية مصرية متخصصة في الاقتصاد، والكاتب الصحفي عمر غانم، والكاتب الصحفي كريم مجاهد، والكاتبة الصحفية آلاء مصطفى، والكاتب الصحفي عبد الحميد مكاوي، والكاتب الصحفي أسامة دياب، تحرير الكاتب الصحفي محمد جاد.