الِمحَن والسعادة
الِمحَن والسعادة
كوننا مسلمين لا يعني أن كل الأمور ستسير على ما يُرام بلا سعيٍ حثيث منا، لقد تعجب الصحابة (رضي الله عنهم) من الهزيمة في أُحُد وتساءلوا عن الأسباب، فكان الردُّ في القرآن قوله –تعالى-: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ونحن حين نقول إن كل إنجازٍ هو توفيق رباني دون أن نأخذ بأسبابه وإن كل الاخفاقات والهزائم هي مِحَن وابتلاءات أو مؤامرات من الآخرين لا يد لنا فيها فإننا نغفل عن القاعدة القرآنية ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ﴾، ونلغي مسؤوليتنا عن الأحداث، إذا لم نشعر بأننا نخطئ فلن نُقيِّم أداءنا ولن نصححه، بل وربما نقبل بالخطأ ونكرره، فأنَّى لنا أن نقيم حضارة هكذا!
خلقنا الله سبحانه لنعبده، واستخلفنا في الأرض لنعمرها، فهل يمكن أن نحقق ذلك بمعزل عن السعادة؟
يحسب كثيرٌ من الناس أن سعادتنا المرجوَّة هي سعادة الآخرة وحدها، وأن سعادة الدنيا لأولئك الكفار، ويفهمون ما قاله قوم قارون ﴿لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ﴾على أنه الفرح في المطلق، لكنه في الواقِع فرح الذين لا يشكرون النعمة ويتجبرون في الأرض ويفرحون بالدنيا فقط ويغفلون عن الآخرة، فقد منَّ الله علينا بنعم جليلة، وشكرنا للنعمة كما ينبغي لا يكون دون أن نسعد بها ونفرح، وقال سبحانه ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾، وعمارتنا للأرض لا بد أن تكون بهمَّة عالية تصحبها سعادة.
معركة التغيير تبدأ من إصلاح الثقافة والمفاهيم، فمن أين نبدأ ذلك الإصلاح إذًا؟ من التعليم، وكما في المثل الصيني: “التعليم كنزٌ لا يقدر على سرقته أي لص”.
الفكرة من كتاب رصد الظواهر.. هكذا نحن
هل يعرف المسلم المعاصر نفسَه؟ هل يدرك دورَه في حركة التاريخ؟ هل يملك رؤية واضحة لواقعه؟ لماذا لا نتغير؟ ما الذي يعوق نهضتنا؟ تساؤلات تُثير تساؤلات أخرى، وتبعث في النفسِ شجونًا…
يحدِّثنا الكتاب عن الطريق إلى التغيير، عن القراءة والنقد، وعن الواقع والتاريخ، وعن المحن والسعادة، وغيرها؛ محاوِلًا سطر إجابات لتلك التساؤلات…
مؤلف كتاب رصد الظواهر.. هكذا نحن
إبراهيم أحمد العِسْعِسْ، مفكر إسلامي وداعيةٌ أردني، حاصلٌ على الماجستير في الحديث النبوي الشريف وعلومه، ويدرس الدكتوراه في التخصص ذاته، وهو محاضر سابق بجامعة اليرموك، ومتفرغ حاليًّا للعمل الدعوي والفكري.
له عديد من المقالات والمحاضرات على شبكة الإنترنت، ومن كتبهِ: “الصداقة والأصدقاء”، و”دراسة نقدية في علم مشكِل الحديث”،و” السلف والسلفيون: رؤية من الداخل”، و”الأمة والسلطة باتجاه الوعي والتغيير”.