كيف أكسب الآخرين؟
كيف أكسب الآخرين؟
هل تعلم أن من علامات يوم القيامة أن يلقي الرجل السلام على من يعرفهم فقط؟ إذن فالإسلام أمرنا أن نلقي السلام على جميع الناس الذين نقابلهم لأن في ذلك نشرًا للراحة بين الناس وكسرًا للحواجز، كما يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”، وقد صدق الرسول الكريم في كل شيءٍ قاله، فلو أردت أن يحبك الناس أشعرهم أنك تراهم وتحييهم، فعندما تمر دون سلام يشعر الناس أنك تتعالى عليهم أو تتجاهلهم، وعندما تتأنى في التحية وتنظر في أعين الناس يشعرون بتقديرك لهم ولكن لا تلقيها بتحريك اليدين فقط فهذا يدل على استهتارك بالشخص، وكن كثير المصافحة وابتعد عن المصافحة الرخوة لأن لها أثرًا سيئًا في قلب من أمامك، وحاول أن تبتعد عن التكبر واقترب من الناس، فهذا يعطيهم صورة المتواضع القريب منهم ومن قلبهم.
البشر جميعهم، كبيرهم وصغيرهم، في حاجة دائمة إلى الشعور بالاهتمام، وبأن هناك من يستمع إليهم، لذلك كان من أهم طرق كسب الناس الاستماع إليهم وعدم إشعارهم بالضيق من الحديث معهم وتشجيعهم على إخراج ما في صدورهم، هذا يجعلك تسكن في مكان خاص بقلوبهم، فلو كنت مستمعًا جيدًا لأصبحت أقرب شخص إلى الناس لأنك تشبع لديهم شهوة الكلام، وهذا يجعلك متفوقًا في أي مجال أو مكان تطأه قدماك، فقد أثبتت بعض الدراسات أن المفاوضين الناجحين هم من يستمعون معظم الوقت ويحثون الناس على مواصلة حديثهم، ويحاولون أن يضعوا أنفسهم مكان محدثهم حتى يشعروا بما يشعر ويوجهوا الأسئلة الذكية ويلخصوا الحوار كله داخل عقلهم ليردوا بأذكى الردود والصفقات.
فقد كان الرسول الكريم إذا أقبل على أحدٍ يحبه ظهر ذلك على وجهه وحديثه حتى يظن من يراه أنه خير من القوم كلهم، وفي ذلك دلالة على أهمية بشاشة الوجه والحديث الطيب، وبالإضافة إلى ذلك فإن المظهر الطيب والرائحة الطيبة والنظافة تجذب الناس إليك.
الفكرة من كتاب الشخصية الساحرة.. أسرار الجاذبية الشخصية
يعاني الكثير من المراهقين مشاكل في التواصل تؤدي أحيانًا إلى الانطواء بسبب تنمُّر أو ضعف في الشخصية، ليكبر هذا المراهق ويتحول إلى زميلك غريب الأطوار الذي لا يتحدث مع أحد، أو جارك الذي تتحاشاه، أو يتحول إلى الزوج الصامت أو المرأة التي لا تحسن التصرف، وغيرها الكثير من الصور..
ويظن الكثيرون من الناس أنهم حتى ينعموا بشخصية ساحرة ويتخلوا عن صفاتهم السيئة التي صقلها الزمن، سيفعلون ذلك بين ليلة وضحاها، بضغطة زر أو بارتداء زي الشخص الاجتماعي ذي الشخصية الساحرة، والأمر لن يُحل بمجرد قراءة كتاب، ولكنها مهارات ستصقل شخصيتك.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة واقعية ليخبرنا بالأفعال الساحرة التي تقوم بها الشخصيات الناجحة العظيمة وما الذي يجعلهم يخطفون القلوب والأبصار، ونحاول فهم نقاط ضعفنا وما الذي نعانيه، ونقاط القوة لنعمل على تحسينها أكثر وأكثر.
مؤلف كتاب الشخصية الساحرة.. أسرار الجاذبية الشخصية
كريم الشاذلي: هو كاتب ومحاضر مصري متخصِّص في التنمية البشرية وفنون تربية الأبناء، ولد في 26 نوفمبر 1978.
سافر الشاذلي بعد الانتهاء من الثانوية العامة إلى دولة الإمارات، وعمل في مجال النشر والطباعة، وهناك بدأت اهتماماته بالتنمية البشرية وتطوير الذات، وأسَّس مع مجموعة من الأصدقاء مجلة “ألوان الطيف للتنمية البشرية”، وأصبح مدير التحرير لها قبل أن تُغلق ويرجع مرة أخرى إلى مصر ويلتحق بالجامعة المفتوحة وكلية الإعلام.