لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء
يُلاحظ أن الخطاب التغريبي للمرأة يتسم بسمتين، وهما: سطحية الطرح، وانتهازية أصحابه، فتظهر تلك الفئة المُستخفية التي يظهر في خطابها أنها لا تريد التصادم، فتبدأ بالاستناد إلى خلفية شرعية، وتُظهر الغيرة على الدين، والرغبة في الإصلاح، فيحاولون الخلط بين ما هو إسلامي وما هو غربي، وتوظيف هذا لذاك، ويهدف خطاب تلك الفئة النساء الراغبات في المعرفة لكن لا يمتلكن الأدوات الصحيحة، فيتشكل وعيهن بطريقة سلبية تخلط الحق والباطل.
فيبدأون بإثارة التساؤلات المتعلقة بالمرأة لجذب اهتمامها، ولا يقدمون إجابات فورية، بل يشجعونها على البحث والتحليل والاستنتاج الشخصي من خلال منهجيتهم وأدواتهم، لا من خلال المنهجية الصحيحة، فيقدمون لها المؤلفات التي يكثر فيها المصطلحات الغامضة أو المصطلحات المستوردة وكأنها هي الثقافة، أما تعاملهم مع النصوص الدينية فيكون بطريقة تختلف عن طريقة السلف، فيظهر وكأن فهمَ السلف فهم سطحي، وأنه من الواجب التعامل مع النصوص الشرعية بطريقة تناسب متغيرات العصر الحديث، فيُعاد تأويل التراث الإسلامي من منظور أنثوي، يقوم على مبادئ غربية مثل المساواة المطلقة بين الجنسين.
فتبدأ قناعة تلك المرأة بالتساقط يومًا بعد يوم، فتستحوذ عليها تلك المنهجية وتلك الطريقة، فتصبح صدى لأصواتهم وأداة لتنفيذ أجندتهم وصدق من قال: “من يركع فكريًّا -ولو لمرة واحدة- ينس كيف يستوي قائمًا!”، بل إن الموضة الحالية لدى النسويات وبعض التنويريين السعوديين هي النقل عن الفكر النسوي في دول المغرب العربي، فلا يأتون بجديد، فتظهر التبعية واتباع الهوى، وكل تلك القضايا قد قُدم ما يُنقدها ويرد دعواها من خلال البحوث والمؤلفات الفكرية.
الفكرة من كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
يمتلئ عالمنا بالأفكار التي تحاول تفسير الظواهر والأحداث، وكذلك الأفكار التي تكون نتيجة إجابة تساؤلات تردد على الفرد بين الحين والآخر، ومن تلك الأفكار والتساؤلات ما تخطه المرأة في حديثها عن ذاتها، وفي تحليلها وتأملها عما يدور من القضايا والأفكار التي تخص حياتها، لهذا جاءت كاتبتنا بتأمُّل وبحث طويل يُعبِر عن بعض التفسيرات لبعض التساؤلات، ومنها: هل المطروح فيما يخص قضايا المرأة في الوسط الفكري هو الأقرب للحقيقة؟ وهل هناك فجوة بين التنظير والتطبيق؟ وهل تُختصر النساء جميعًا في نموذج نسوي واحد؟ وغيرها من الأسئلة التي تكشف لنا حقيقة الأمر، لنضع كل شيء في مكانه الصحيح من غير تسفيه أو مُبالغة.
مؤلف كتاب الحريم العلماني.. الليبرالي!
ملاك بنت إبراهيم الجهني: كاتبة سعودية الجنسية، حاصلة على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وعلى الماجستير في الثقافة الإسلامية، تعمل باحثة في مجال دراسات المرأة، وهي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
من مؤلفاتها: “قضايا المرأة في الخطاب النِّسوي المعاصر: الحجاب أنموذجًا”، و”الحريم العلماني.. الليبرالي! مقالات وقراءات فكرية”.