فن رواية الحكايات
فن رواية الحكايات
ومن الأساليب التي تساعد على حفظ المعلومات هي وضعها في قصة قصيرة، قد لا يكون فيها شيء من المنطق أو الترابط، لكنها تشتمل على كل النقاط المطلوب حفظها، كالحكاية التالية مثلًا: “عندما قرَّر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يهاجر إلى المدينة المنورة، نام علي بن أبي طالب في مكانه، بينما كان الخليفة عمر بن الخطاب يتجوَّل ليلًا يتفحَّص رعيَّته، وسمع امرأة تطلب من ابنتها خلط اللبن بالماء، وبعد ذلك بسنوات حضر خالد بن الوليد بجيشه من العراق لفتح الشام التي أسس فيها معاوية بن سفيان الدولة الأموية، وكان عمرو بن عبدالعزيز من أعدل أمرائها، أما أشهر حكام العرب في الغرب فربما كان هارون الرشيد”، ويمكنك أن تستخرج من هذه الحكاية غير المنطقية مجموعة من أسماء قادة ومشاهير العرب والمسلمين، وتكون هذه التقنية فعالة عندما يريد المرء حفظ وسرد المعلومات إلى حدٍّ ما بدقة وبترتيب صحيح.
أما إذا طلب مثلًا حفظ اسم الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية، فيجب عليك استخدام تقنية لائحة الجسد، وربط العضو السادس في جسدك بناءً على الترتيب الذي حفظته به باسم الرئيس السادس للولايات المتحدة، وما يميز المعلومات المرتبطة بلائحة الجسد عن المعلومات المرتبطة بالحكاية هي عدم تأثير نسيان أي معلومة في المعلومات الأخرى، لكن بمجرد نسيان نقطة ما في الحكاية، تتأثَّر بقية معلومات الحكاية.
وهناك أيضًا طريقة لحفظ المعلومات وهي الاختزال بالأحرف الأولى، بمعنى معرفة الأحرف الأولى من كل كلمة من الكلمات الموجودة في الجملة، ووضعها بالترتيب في جملة، كالرغبة في حفظ أسماء كواكب المجموعة الشمسية، واستخراج الجملة التالية: وهي “عرف زيد أغراضه من منزل زياد أثناء نوم باسم”، فالأحرف الأولى هنا هي “ع_ ز_ أ_ م_ م_ ز_ أ_ ن_ ب”، والتي ترمز إلى عطارد_ الزهرة_ الأرض_ المريخ_ المشترى_ زحل_ أورانوس_ نبتون_ بلوتو، ويمكن الاستفادة من هذا الأسلوب من باب التنوُّع مثلًا في حفظ المعلومات، حيث إن إمكانياته محدودة نسبيًّا.
الفكرة من كتاب الذاكرة الفائقة
كم مرة تعرَّضت لموقف حرج، نسيت فيه اسم شخص مهم تعرفت عليه من فترة؟ كم مرة حاولت تعلُّم لغة جديدة وأخفقت؟ كم مرة حاولت حفظ قوانين المواد الدراسية، ولم تقدر على استيعابها؟ كم مرة ذهبت إلى السوق، ورجعت بنصف المشتريات؟
يقدِّم هذا الكتاب طرقًا وحيلًا فريدة وفعالة تساعد على ملاحظة الأسماء وحفظها، والاستمتاع بالدراسة والتعلُّم بشكل عام، وتدريب الذاكرة على تخزين المعلومات لأطول وقت ممكن، ويقدم الكتاب أيضًا العديد من التمارين العملية لتطبيق ما تم ذكره من طرق.
مؤلف كتاب الذاكرة الفائقة
غريغور شتاوب: اقتصادي صناعي، أسَّس قبل عشر سنوات في سويسرا مؤسسة الذاكرة الفائقة لتمرين وتقوية الذاكرة، وأصبح أشهر مدربي الذاكرة في أوروبا، ويعقد العديد من الندوات في المدارس والجامعات، ويعمل في التدريب المستمر للمعلمين، له العديد من المؤلفات منها:
سلسلة الذاكرة القوية: أين توقفت في كلامي؟
was, Heute Was Das?
معلومات عن المترجم:
أحمد غازي ونيس: هو مترجم هذا الكتاب وكتب أخرى وهي: “الانضباط للكسالى”، و”معرفة الإنسان من نظرة”.