شعاع أمل
شعاع أمل
وبعد ربط كل المشتريات الموجودة في السوق بتصوُّرات غريبة، تناول ورقة بيضاء، وأعد كتابة قائمة المشتريات، وقارن وصفك الحالي بما كتبته من قبل، والأكيد أن القائمة أصبحت أفضل، وإن لم تكن كذلك، فلا يوجد مشكلة في تكرار هذا الأمر للمرة الثالثة، وقد يتساءل البعض: كيف أنجح في ذلك بهذه السهولة؟ والإجابة هي لأنك أصبحت تعرف بأي مكان في دماغك تبحث عن المعلومات المطلوبة، وليس هناك أي حافز أفضل من الاستمرار على هذا التدريب، ومتابعته.
وبالتأكيد فالأمر لا يقتصر على قائمة مشتريات فقط، بل ما يرغب المرء في حفظه في الذاكرة كثير جدًّا، فمثلًا المعلومات التي يريد الطلاب حفظها في ذاكرتهم لا حصر لها، ويتطلَّب هذا نظامًا جديدًا غير نظام الحفظ المستعمل في قائمة المشتريات، وهو نظام لائحة الجسد، ويقوم هنا المرء بالإمساك بالكتاب بإحدى يديه، مع لمس كل عضو على حدة عند ذكر اسمه، ومحاولة ربط كل معلومة بما يلائمها من أعضاء الجسد، وتكرار هذا عدة مرات من الأسفل إلى الأعلى والعكس، وبهذا تنتقل المعلومات إلى الذاكرة قصيرة المدى، ونقلها إلى الذاكرة الطويلة المدى ينبغي اتباع ما ذكر من قبل، وأيضًا لا يتطلَّب هنا الالتزام بالنص الحرفي للكتاب، فلا يوجد مشكلة في قوله مثلًا: “جيب السروال” بدلًا من “أعلى الفخذ” ما دام هذا المُسمَّى يستدعي المعلومة أسرع، ومن الأفضل الاعتراف والتوقُّع دائمًا بأن بعض الخطأ موجود، حتى تنخفض مشاعر الغضب والانزعاج، وبالتالي يتحقَّق الاسترخاء، والتمكُّن من تصحيح الخطأ بهدوء.
ويمكن أيضًا حفظ التعبيرات المعنوية المجردة عن طريق تحويلها إلى صور، ليس بالضرورة أن تكون ملموسة أو فعلية، بل تكفي الرموز المعبِّرة عن الصورة، فمثلًا عندما يحاول الناس تصوُّر مصر في صورة، فكثيرون يتصوَّرون فقط هرمًا أو تمثال أبي الهول، ولكن للأسف هناك الكثير من الكلمات والتعبيرات التي لا يوجد لها رموز واضحة كالكلمات اللاتينية، والمصطلحات الجغرافية، فيلجأ المرء إلى الطريقة السرية وهي تحويل الأحرف إلى صور، بمعنى أن ترى مثلًا بدل الحرف باء بابًا، وبدل الحرف جيم جملًا، وهكذا.
الفكرة من كتاب الذاكرة الفائقة
كم مرة تعرَّضت لموقف حرج، نسيت فيه اسم شخص مهم تعرفت عليه من فترة؟ كم مرة حاولت تعلُّم لغة جديدة وأخفقت؟ كم مرة حاولت حفظ قوانين المواد الدراسية، ولم تقدر على استيعابها؟ كم مرة ذهبت إلى السوق، ورجعت بنصف المشتريات؟
يقدِّم هذا الكتاب طرقًا وحيلًا فريدة وفعالة تساعد على ملاحظة الأسماء وحفظها، والاستمتاع بالدراسة والتعلُّم بشكل عام، وتدريب الذاكرة على تخزين المعلومات لأطول وقت ممكن، ويقدم الكتاب أيضًا العديد من التمارين العملية لتطبيق ما تم ذكره من طرق.
مؤلف كتاب الذاكرة الفائقة
غريغور شتاوب: اقتصادي صناعي، أسَّس قبل عشر سنوات في سويسرا مؤسسة الذاكرة الفائقة لتمرين وتقوية الذاكرة، وأصبح أشهر مدربي الذاكرة في أوروبا، ويعقد العديد من الندوات في المدارس والجامعات، ويعمل في التدريب المستمر للمعلمين، له العديد من المؤلفات منها:
سلسلة الذاكرة القوية: أين توقفت في كلامي؟
was, Heute Was Das?
معلومات عن المترجم:
أحمد غازي ونيس: هو مترجم هذا الكتاب وكتب أخرى وهي: “الانضباط للكسالى”، و”معرفة الإنسان من نظرة”.