كيف لا ننسى ما تعلَّمناه!
كيف لا ننسى ما تعلَّمناه!
يرغب الجميع في حفظ ما تعلَّمه اليوم في ذاكرته لخمسة أشهر أو خمس سنوات، وقد تبدو لهم هذه الرغبة مستحيلة، بسبب فشل محاولاتهم العديدة السابقة، لكن من حسن الحظ أن ذلك ممكن، ويقدِّم الكاتب أول طريقة فعالة لذلك، وهي أنه عندما يريد شخص ما تعلُّم لغة أخرى، أو الاحتفاظ ببعض الأسماء أو المصطلحات، يجب عليه أن يراجع ما تعلَّمه للتو بعد عشرين أو خمس وعشرين دقيقة.
حيث يقول العالم فريدريك فيستر إن فرصة تذكُّر المرء غدًا لما تعلَّمه اليوم تكون ضئيلة جدًّا، إذا لم يراجع ما سمعه أو قرأه بعد عشرين دقيقة، وكلما تكررت هذه المراجعة ست مرات على الأقل، بحيث تكون آخر مراجعة بعد ثلاثة أيام كحد أقصى، يكون صاحبها في أمان أكثر مع ذاكرته، وتنتقل المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى.
ويقدم المؤلف تدريبًا عمليًّا للذاكرة، يعرض فيه لائحة تتضمَّن عشرين حاجة يجب عليك شراؤها من السوق، ويطلب منك قراءتها مرة، ومرة ثانية بعد دقائق، ثم اترك اللائحة لعدة دقائق للسماح بتصفية الذهن، ثم خذ ورقة جديدة، وسجل فيها ما تتذكَّره من هذه اللائحة، مراعيًا الترتيب قدر المستطاع، والأمر ليس بالسهل، لكن المهم من كل ذلك، هو ملاحظة الفارق، وهنا تعمل الذاكرة العادية فقط، فسرعان ما تنسى كل ذلك في غصون ثوانٍ، والمشكلة منذ الأزل هي تلقِّيك للأرقام والأسماء والمعلومات، ووضعها في أماكن متفرِّقة، دون اهتمام بأيٍّ من أجزاء المخ توجد هذه المعلومات، حيث تختلف وظائف نصفي المخ بشكل واضح، فيهتم الجانب الأيسر بالأمور المنطقية، والعقلانية، ويختصُّ الجانب الأيمن بالإبداع أكثر، ولكي يحتفظ المخ بالمعلومات لمدة أطول، يجب ربطها بالجانبين، فمثلًا نربط المنطق بالإبداع، كتصوُّر أن شجرة ينمو عليها البيض (الذي نود شراءه من السوق)، على الرغم من غرابة هذا التصور، فإن العقل يهتم دائمًا بالصور الساخرة، ولا حدود لسقف تصوُّراته، فكلَّما ازداد التصور غرابةً، تذكَّره العقل بصورة أكبر، لذا فإنك أبدًا لن تنسى شراء البيض.
الفكرة من كتاب الذاكرة الفائقة
كم مرة تعرَّضت لموقف حرج، نسيت فيه اسم شخص مهم تعرفت عليه من فترة؟ كم مرة حاولت تعلُّم لغة جديدة وأخفقت؟ كم مرة حاولت حفظ قوانين المواد الدراسية، ولم تقدر على استيعابها؟ كم مرة ذهبت إلى السوق، ورجعت بنصف المشتريات؟
يقدِّم هذا الكتاب طرقًا وحيلًا فريدة وفعالة تساعد على ملاحظة الأسماء وحفظها، والاستمتاع بالدراسة والتعلُّم بشكل عام، وتدريب الذاكرة على تخزين المعلومات لأطول وقت ممكن، ويقدم الكتاب أيضًا العديد من التمارين العملية لتطبيق ما تم ذكره من طرق.
مؤلف كتاب الذاكرة الفائقة
غريغور شتاوب: اقتصادي صناعي، أسَّس قبل عشر سنوات في سويسرا مؤسسة الذاكرة الفائقة لتمرين وتقوية الذاكرة، وأصبح أشهر مدربي الذاكرة في أوروبا، ويعقد العديد من الندوات في المدارس والجامعات، ويعمل في التدريب المستمر للمعلمين، له العديد من المؤلفات منها:
سلسلة الذاكرة القوية: أين توقفت في كلامي؟
was, Heute Was Das?
معلومات عن المترجم:
أحمد غازي ونيس: هو مترجم هذا الكتاب وكتب أخرى وهي: “الانضباط للكسالى”، و”معرفة الإنسان من نظرة”.