التجارة الدولية
التجارة الدولية
كان النشاط الاقتصادي في صورته البدائية يقوم على الاكتفاء الذاتي قدر الإمكان، حيث كانت الوحدات الاقتصادية في عصر الإقطاع وما قبله أشبه بمستعمرات اقتصادية منفصلة بعضها عن بعض، مما كان له الأثر السيئ على انخفاض الإنتاج فضلًا عن قلة تنوعه، ومع حركة الكشوفات الجغرافية وتعبيد الطرق وزيادة التواصل بين المجتمعات فقد تعقَّدت الظواهر الاقتصادية وزاد الاتجاه ناحية التخصص وتقسيم العمل، فباتت المجتمعات تتخصَّص في إنتاج بعض السلع والاعتماد على غيرها لتعويض احتياجاتها من السلع الأخرى.
وكان أبرز من اهتم بتلك الفكرة من الاقتصاديين الكلاسيكيين هو دافيد ريكاردو وإليه تُنسب نظريته في التجارة الدولية، حيث أوضح أن الدول إذا تخصَّصت في إنتاج ما تتمتع فيه بميزة مطلقة -أو حتى نسبية- فهذا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة وانخفاض المتوسط العام للأسعار ومن ثم إلى توزيع أمثل للموارد وتعظيم القيمة المضافة، فيما يشبه الاستثمار المربح لكل الأطراف.
ولكن لتحقيق أكبر قدر من المنافع التجارية للدول، يجب أن تتمتع حركة انسياب السلع والخدمات وعوامل الإنتاج بالحرية والمنافسة التامة، وهذا ربما يحصل فقط في المدينة الفاضلة! أما في عالمنا المعاصر فنجد سيطرة حفنة من الشركات والمؤسسات الكبرى على معظم الإنتاج العالمي، مما يضعها في موقع قوة يمكنها في بعض الأحيان من فرض إملاءاتها على بعض الدول، فضلًا عن السياسات الحمائية التي تنتهجها بعض الدول لحماية صناعاتها المحلية مثلما حدث في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وكذلك الاتفاقيات والمعاهدات التجارية التي صيغت من قبل الدول الصناعية الكبرى لفرض سيطرتها على الأسواق الدولية.
الفكرة من كتاب أصول الاقتصاد
“الاقتصاديون يرون ما لا يراه غيرهم”.
علم الاقتصاد اليوم أضحى عاملًا رئيسًا لفهم العالم بصورة أفضل، إذ إنَّ كثيرًا من الصراعات يكون نابعًا في الأساس من أسباب اقتصادية بحتة، ورغم أن الكتابات الاقتصادية عادةً ما يتم وصفها بالمعقَّدة فإن هذا الكتاب يتسم بالبساطة والوضوح، حيث طرق العديد من المفاهيم بصورة موجزة وسهلة الفهم، بعيدًا عن التفاصيل المرهقة، فناقش قضايا تتعلَّق بالأداء العام للاقتصاد، والتجارة الدولية، وأسعار العملات الأجنبية، ومالية الدولة والتقلبات في النشاط الاقتصادي، وغير ذلك الكثير من الموضوعات الثرية.. فهلُمَّ بنا لاستكشاف هذا العلم الشيق!
مؤلف كتاب أصول الاقتصاد
دوجلاس هيج : وُلد في أكتوبر عام 1926 في بريطانيا، حصل على درجة البكالوريوس في التجارة من جامعة برمنغهام، وكان مدرسًا مساعدًا، ثم محاضرًا، ثم قارئًا في الاقتصاد السياسي بيونيفرسيتي كوليدج في لندن، 1947-1957، توفي في فبراير 2015، من مؤلفاته: “الاقتصاد الإداري”، و”التسعير في الأعمال” و”تحويل الديناصورات: كيف تتعلَّم المنظمات”.
ألفريد ستونير (Alfred William Stonier): محاضر سابق لعلم الاقتصاد السياسي في جامعة لندن للاقتصاد، ومن مؤلفاته: “أساسيات الاقتصاد: مقدِّمة ومخطَّط تفصيلي للطلاب والقارئ العام” بالاشتراك مع دوجلاس هيج، و”نظرية التجارة الدولية: مع تطبيقاتها في السياسة التجارية”، و”أصول الاقتصاد” بالاشتراك مع دوجلاس هيج.
معلومات عن المترجم:
دانيال عبد الله رزق: مترجم له العديد من الأعمال، منها: ترجمة كتاب “التنمية الاقتصادية لمؤلفه كندل برجر”، وكتاب “البلاد الغنية والفقيرة لمؤلفه جنر مايردل” وكتاب “الاستقلال لأفريقيا لمؤلفه جويندولن م. كارتر”.