الفروق الطبيعية بين الجنسين
الفروق الطبيعية بين الجنسين
عادةً تبدأ العلاقة الزوجية بالمحبة والود بين الطرفين، لكن بعد فترة ليست بالكبيرة تبدأ العلاقة في منحنى تنازلي، إذ تبدأ الصعوبات والمشكلات بالظهور على السطح، وهنا تظهر الاختلافات والفروق الطبيعية في التعامل والتعاطي مع تلك المشكلات، والخلاف الناشئ بين الطرفين ليس دافعه عدم الإخلاص أو عدم الحب، بل هو راجع إلى عدم فهم كلٍّ منهما طبيعة الآخر التي تدفعه إلى التعامل مع الصعوبات والمشكلات على النحو الذي يراه الآخر خطأ، فعندما ينسى أو يتجاهل الرجل والمرأة أن لكلٍّ منهما طبيعة مختلفة عن طبيعة الآخر، تنشأ الخلافات والصعوبات ويغضب كل منهما من الآخر.
فالرجال يعتقدون خطأً أن المرأة تفكر وتتكلم وتستجيب بنفس طريقتهم، كما تعتقد النساء أن الرجال يشعرون ويتكلمون ويتجاوبون بنفس طريقتهن، فيؤدي ذلك إلى نشوء الصراعات والخصام فيما بينهم، فالزوجة عندما تقدم النصائح والتوجيهات لزوجها تخطئ من حيث لا تدري، لأن الرجل يشعر من تلك التوجيهات والنصائح بالعجز والضعف، لكن إذا كانت النصيحة المقدمة بناءً على “طلب” الرجل، فهنا الوضع مختلف كونه يرى في طلبه النصيحة والتوجيه من زوجته أن من الحكمة والذكاء طلبهما، وبالتالي على الزوجة ألَّا تقدم النصائح والتوجيهات إلا بعد طلب زوجها ذلك.
كما أن الرجل عندما يقدم الحلول للمشكلات والصعوبات التي تواجهها زوجته يخطئ من حيث لا يدري أيضًا، لأن المرأة عندما تحكي لزوجها عما مرت به في نهارها من جهد وإرهاق وتعب، فهي لا تحتاج من زوجها أن يسارع إلى وضع الحلول لها، بل هي تحتاج إلى أن يسمعها ويشعر بما تشعر به ويتفهم مشاعرها، وبالتالي فإنه من الخطأ مسارعة الرجل إلى تقديم الحلول ناسيًا طبيعة المرأة المخالفة لطبيعته في حاجتها إلى من يستمع إليها ويثني على ما تفعله ويشعر بما تشعر به.
الفكرة من كتاب التفاهم في الحياة الزوجية
إن الزواج يمكن أن يخدم الرجال والنساء معًا في حال وجِد التفاهم بين الزوجين، ولكي يطرح الزواج ثماره وتُرى نتائجه فلا بد من الصبر والمثابرة والجهد، كما أنه نتيجة كون الزواج عضوًا حيًّا، فلا بد من رعايته وتغذيته وتنميته والعناية به وحمايته، فهذا الكتاب للذين يؤمنون بالزواج وعندهم الرغبة في تعلم أشياء جديدة تلطِّف من الحياة الزوجية وتزيد من الاستمتاع بها، فإذا وجد تفاهم بين الزوجين قائم على فهم كل طرف لطبيعة الطرف الآخر، فلا ريب أن كلًّا منهما سيجد في الزواج السعادة والطمأنينة والأمان وراحة البال التي لن يجدها في أي شيء آخر، فعندما ينعم الزوج وزوجته بالسعادة الزوجية، يستطيعان أن يواجها جميع أنواع مشكلات وصعوبات الحياة، وبالتالي فالمهمة التي تنتظر الزوجين في الزواج المعاصر هي تحقيق احترام الخصائص المميزة لكل منها، تلك الخصائص التي تحافظ على الاختلاف بين الزوجين مع تحقيق التكامل فيما بينهما.
مؤلف كتاب التفاهم في الحياة الزوجية
الدكتور مأمون مبَيّض: هو استشاري ومتخصص في الطب النفسي، تخرج في كلية الطب جامعة دمشق، تخصص في الطب النفسي في بريطانيا وأيرلندا، كما عمل هناك لمدة 30 عامًا مع وزارة الصحة البريطانية، وحاضر في جامعة “الملكة”، وقد أسهم في تأسيس مركز دعم الصحة السلوكية، وهو مدير إدارة الخدمات العلاجية والتأهيلية، له نحو 12 كتابًا عن الصحة النفسية وتربية الأبناء والعلاقة الزوجية، وغيرها. ومن كتبه: “الذكاء العاطفي والصحة العاطفية”، و”أولادنا من الطفولة إلى الشباب”، و”المرشد في الأمراض النفسية والاضطرابات”.