أثر الأفكار في السلوك والحاجة إلى فهم الجنس الآخر
أثر الأفكار في السلوك والحاجة إلى فهم الجنس الآخر
إن للأفكار التي يحملها الإنسان أثرًا كبيرًا في سلوكه وتصرفاته وتعامله مع الآخرين، وكذلك في طريقة معيشته، وبالتالي عندما نريد أن نُحدِث تغييرًا إيجابيًّا في سلوك شخصٍ ما، فيجب علينا أن نغير من أفكاره التي يحملها، فبتغيير الأفكار يتغير السلوك بالتبعية، وبناءً على ذلك فمن أجل الحصول على علاقة زوجية سليمة وجيدة يكتنفها التفاهم، يجب أن يقف كلا الزوجين على أرضية صلبة من الفكر والفهم السليم للطرف الآخر، كما يجب عليهما أن يبديا قدرًا كبيرًا من المرونة والتكيف مع المتغيرات التي تطرأ على حياتهما، إلى جانب قابلية كل منهما للتغيير حسب متطلَّبات الظروف والتبدُّلات.
هناك فروق عديدة بين الرجال والنساء، وفهم تلك الفروق وكيفية التعامل معها من جانب الجنسين سوف يعمل على تغيير طابع الحياة الزوجية، ما يضفي عليها السعادة والقدرة على التعايش، كون فهم تلك الفروق سوف يعمل على تجنيب كلٍّ منها كثيرًا من الصعوبات والمشكلات التي تعترض الحياة الزوجية، وفي المقابل فإن عدم فهم تلك الفروق بين الرجال والنساء سوف يصعِّب من استمرار الحياة الزوجية، ما يعمل على تفكيكها وانهيارها، وبالتالي فإن الحب وحده بين الزوجين غير كافٍ للخروج بالحياة الزوجية إلى بر الأمان والسعادة إذا وجد عدم تفاهم يعمل على خلق كثيرٍ من المشكلات، فالعديد منا رأى كثيرًا من العلاقات الزوجية التي قامت على أساس الحب وحده، لكن بعد سنوات معدودة انهارت بسبب عدم التفاهم الذي أدى إلى شعور الطرفين بالبرود والإحباط، وبالتالي فإنه إلى جانب الحب لا بد من وجود فهم عميق وصحيح لطبيعة الآخر ومعرفة الوسيلة المُثلى للتعامل معه حتى تستمر الحياة الزوجية وتتطوَّر إلى الأفضل وتكون في حالة تجدُّد.
الفكرة من كتاب التفاهم في الحياة الزوجية
إن الزواج يمكن أن يخدم الرجال والنساء معًا في حال وجِد التفاهم بين الزوجين، ولكي يطرح الزواج ثماره وتُرى نتائجه فلا بد من الصبر والمثابرة والجهد، كما أنه نتيجة كون الزواج عضوًا حيًّا، فلا بد من رعايته وتغذيته وتنميته والعناية به وحمايته، فهذا الكتاب للذين يؤمنون بالزواج وعندهم الرغبة في تعلم أشياء جديدة تلطِّف من الحياة الزوجية وتزيد من الاستمتاع بها، فإذا وجد تفاهم بين الزوجين قائم على فهم كل طرف لطبيعة الطرف الآخر، فلا ريب أن كلًّا منهما سيجد في الزواج السعادة والطمأنينة والأمان وراحة البال التي لن يجدها في أي شيء آخر، فعندما ينعم الزوج وزوجته بالسعادة الزوجية، يستطيعان أن يواجها جميع أنواع مشكلات وصعوبات الحياة، وبالتالي فالمهمة التي تنتظر الزوجين في الزواج المعاصر هي تحقيق احترام الخصائص المميزة لكل منها، تلك الخصائص التي تحافظ على الاختلاف بين الزوجين مع تحقيق التكامل فيما بينهما.
مؤلف كتاب التفاهم في الحياة الزوجية
الدكتور مأمون مبَيّض: هو استشاري ومتخصص في الطب النفسي، تخرج في كلية الطب جامعة دمشق، تخصص في الطب النفسي في بريطانيا وأيرلندا، كما عمل هناك لمدة 30 عامًا مع وزارة الصحة البريطانية، وحاضر في جامعة “الملكة”، وقد أسهم في تأسيس مركز دعم الصحة السلوكية، وهو مدير إدارة الخدمات العلاجية والتأهيلية، له نحو 12 كتابًا عن الصحة النفسية وتربية الأبناء والعلاقة الزوجية، وغيرها. ومن كتبه: “الذكاء العاطفي والصحة العاطفية”، و”أولادنا من الطفولة إلى الشباب”، و”المرشد في الأمراض النفسية والاضطرابات”.