ما بين الخوف ودافع الاستمرار
ما بين الخوف ودافع الاستمرار
الخوف شعور لا يخلو منه قلب، يحدث ونشعر به ليعلِّمنا من المواقف والتجارب السابقة ويرشدنا إلى الطريق الأفضل والصحيح، ولكننا نتعامل معه كأنه وحش أو شعورٌ سلبي لا ندرك أهميته وأهمية الجانب الإيجابي منه، ويعلِّمنا الشجاعة مع الحرص والحذر، وهو أحد أسباب التقدم، فعدم خوض التجربة بسبب الخوف يسبِّب لك التعاسة التي تنتهي بالاكتئاب، فتعامل مع الخوف وكأنه صديقك، فمثًلا لو كنت تدخِّن ثم أدركت عاقبة التدخين في صحَّتك وحكمه الشرعي فستبتعد لمجرد الخوف منه، ولكنه من ناحية أخرى هو دافع لتخلُّصك من عادة سلبية ستتغلَّب عليك لاحقًا، وبهذا يكون منقذك، فغامر وتحلَّ بالشجاعة بأن تضع أفكارك في حيز الفعل والتخطيط الجيد.
الحق أن شعور الخوف يتملَّكنا عند البدايات سواء في مشروع أو عمل؛ الخوف من الفشل، والخوف من المجهول وغيرهما، فلم نخاطر بأن نبدأ، تخيَّل للحظة ما أسوأ شيء قد يحدث لك؟ وما أفضل شيء سيحدث لك؟ لماذا الخوف أصلًا من المستقبل؟
ولكن هل هناك ما يثبت أنك ملتزم؟ والالتزام المقصود هنا هو القدرة على تنفيذ المخطط له، فلو كنت تريد أن تتعلم لغة جديدة فعليك ممارستها بانتظام وليس بين الفينة والأخرى، إذا كنت مصرًّا لالتزمت بما خطَّطت له، وهنا يأتي دور الانضباط والاستمرارية فتلتزم بما تفعل أيًّا كان.
الحياة تمضي وإن توقَّف عقلك لحظة، لذلك عليك أن تكون مرنًا في التفكير حتى تصل إلى النتائج المطلوبة، وصبورًا عند مواجهة التحديات والصعوبات التي ستواجهك؛ فالتحديات مستمرة فإما أن تواجهها وتتغلب عليها لتحقق ما تريد؛ وإما أن تقف وتتغلب هي عليك، فتحلَّ بالصبر والعزيمة والإيمان، وتخيل الوصول بعد الصبر والمعافرة! تخيل لذة الشعور! هل تتساوى بالتي جاءت على طبق من ذهب ؟
وأخيرًا لا تنسَ شكر الله على ما وهبك من قدرات وإمكانيات وقدرة على الصبر.
ومن المحزن أن يتعالى الإنسان على غيره عندما يصل إلى قمة نجاحه أو حتى في طريق الوصول، فيتجنَّب مساعدة الآخرين ولو بتشجيعهم أو بالقول الطيب.
الفكرة من كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك
يمتلك الإنسان قدرات هائلة بمثابة كنز ثمين وضعه الله (عز وجل) له، ولكن لا يعرفها ولا يدركها إلا المتمسِّكون بأحلاهم وأهدافهم، أما الآخرون فهم يخلقون من الحجج والأعذار قوة ضدَّهم بدلًا من استثمارها، ويدور هذا الكتاب حول إيقاظ القدرات وتطويرها، وكيفية صناعة المستقبل وتحقيق الأهداف.
مؤلف كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك
إبراهيم الفقي ولد في 5 أغسطس عام 1950، خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، ومؤسِّس “علم قوة الطاقة البشرية”، ومؤلف علم “ديناميكية التكيف العصبي”، تُوفِّي في 10 فبراير عام 2012.
مؤلفاته: له عدة مؤلفات ترُجِمَت إلى ثلاث لغات منها: “إدارة الوقت”، و”قوة التحكم في الذات”، و”قوة الثقة بالنفس”، و”قوة العقل الباطن”.