من الخارج إلى الداخل
من الخارج إلى الداخل
إن مصادر البرمجة الذاتية مصدرها خمسة أشياء، وهي: الوالدان والمدرسة والأصدقاء والإعلام والإنسان نفسه، فالوالدان بالطبع ليسا سيئين ولكنهما لم يكونا على دراية بالتعامل الأفضل مع أبنائهما حين يتعرضون للفشل، فيستخدم الأبوان كلمات مثل “أنت كسلان”، “أنت غبي وستظل كذلك”، وفي الحقيقة سبب استخدامهما لتلك الطريقة أنهما قد نَشآ بها من خلال آبائهما، ومن ثم فهما مبرمجان عليها، يقول تاد جيمس وويات ودسمول في كتابهما “خط الحياة”: “عندما نبلغ السابعة من عمرنا يكون أكثر من 90 % من قيمنا قد تخزنت في عقولنا، وعندما نبلغ سن الواحدة والعشرين تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا”.
أما المدرسة فهي مصدر أساسي في تكوين صورتنا عن أنفسنا، سواء بشكل إيجابي أو سلبي، والمصدر الثالث هو الأصدقاء، وللأصدقاء تأثير مُميز جوهري في بعضهم، وذلك لأنه في الغالب يميل الإنسان إلى تقليد البيئة التي تحيط به، أما المصدر الرابع فهو الإعلام، وقد أجريت الكثير من الدراسات التي ركزت على مدى تأثير الإعلام في العقول، خصوصًا الأطفال، فمثلًا إذا خرجت ممثلة بلباس مُعين تجد الكثير من الفتيات يُقلدِّنها بشكل تلقائي.
وبالإضافة إلى كل المصادر السابقة فإن البرمجة الذاتية النابعة من الإنسان نفسه لها جزء كبير في تكوينه الذاتي، وهناك ثلاثة مستويات في الحديث مع الذات، أولها ما يُطلق عليه “الإرهابي الداخلي” وهو أخطر مستويات التحدث مع الذات، فإنه قد يجعل المرء فاقدًا للأمل وقليل الشعور بالكفاءة، أما المستوى الثاني فأقل خطرًا من الأول وهو كلمة “لكن” السلبية، نعم قد يرغب الإنسان في التغيير حتى يضيف كلمة “لكن” التي توقفه، والمستوى الثالث هو التقبُّل الإيجابي وهذا أفضلها والأهم من بينها، فهو يُساعدنا على أخذ الخطوات بحماس وثقة.
الفكرة من كتاب قوة التحكم في الذات
منذ الصغر ونحن نكوِّن صورتنا الذاتية عن طريق نظرة من حولنا إلينا؛ الوالدين، المدرسة، الأصدقاء، فأصبحنا ننظر إلى أنفسنا بنفس تلك النظرة، فصارت أدمغتنا مُبرمجة بطريقة معينة، ومن ثم نتصرَّف على نحو معين، والكثير منَّا يحمل صورة سلبية عن نفسه، بسبب قول أحدهم، أو إشارة منه ترَّسخت في ذهنه.
ولا بدَّ أن نعلم أن من يريد التغيير فالبداية تكون من داخله، تكون في الطريقة التي يُفكِّر بها عن نفسه، والتي تُسبب الثورة الذهنية القادرة على جعل الحياة سعيدة أو تعيسة، ومن هنا يحاول الدكتور إبراهيم الفقي في هذا الكتاب الأخذ بأيدينا نحو تعديل طريقة التفكير في أنفسنا، ليستطيع الإنسان الخروج من قيد الصورة التي كوَّنها عن نفسه.
مؤلف كتاب قوة التحكم في الذات
إبراهيم الفقي: كاتب مصري ومحاضر دولي، عمل مدير قسم في قطاع الفنادق بفندق فلسطين، كما حصل على بطولة مصر في تنس الطاولة لعدة سنوات، حصل على الكثير من الشهادات الدولية في مجال التنمية البشرية، أقام العديد من المحاضرات والدورات التدريبية في مختلف الدول، وأسس عددًا من الشركات التدريبية في مجال التنمية البشرية.
من أبرز مؤلفاته:
حياة بلا توتر.
سيطر على حياتك
التفكير السلبي والتفكير الإيجابي.
كيف تتحكم في شعورك وأحاسيسك.