التغريب
التغريب
استغلَّ الغرب كل الفُرص الممكنة لهدم الإسلام من خلال قضية تحرير المرأة التي استخدمها كستار لزرع ثقافة الانحلال الفكري والأخلاقي عن الإسلام وهدم مفهوم الأسرة المسلمة وتربية الفتاة المسلمة على الأخلاق الإسلامية وقضوا على ذلك من خلال الانتشار في التعليم ووسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز ونشر ثقافتهم الغربية المنحلَّة التي ظهرت نتائجها السيئة بالأطفال بعدها والمراهقين والمرأة خاصةً، ولم يكن أبدًا الإسلام ظالمًا للمرأة أو مهدرًا لحقوقها، بل على النقيض لأن المجتمع أصبح بعيدًا كل البعد عن تطبيق الشريعة الإسلامية، وأصبحت المرأة معرَّضة لظلم واضطهاد شديدين، فاتخذوا من كل هذا منفذًا يصلون به إلى المرأة ومناداتها بتحريرها من قيعان الظلم والخروج من الإسلام والمساعدة للقضاء عليه، كل ذلك ظهر في العصور الحديثة تحت مسمى “التغريب”، فما التغريب إذًا؟ هو مصطلح ظهر حديثًا نتيجة التطور الحضاري والثقافي بالمجتمعات الغربية التي سعت لتغيير وطمس باقي ثقافات الأمم وبخاصةٍ الأمة الإسلامية وإبعادها عن دينها بوسائل وطرق متعدِّدة وإبدال فكرها وثقافتها وعقيدتها، وسعوا في ذلك بجهود مادية ومعنوية ضخمة، وكان من ضمنهم المُنصِّرون الصليبيون فخطَّطوا لوسائل مختلفة للإقناع ليجروا تغييرًا داخل عقول وقلوب المجتمع، وتحت شعارات كثيرة منها العلمانية والحرية والفردية وتحرير المرأة وهكذا، وكلها لها نفس الهدف الواحد، وهو القضاء على دين المرأة المسلمة وهدم الإسلام وطمس هويَّته، وقد قال الكاتب مُعلِّقًا: “لقد نشأ جيل من المسلمين كافر بأمته مؤمن بحضارة الغرب، وقد تلقَّت المرأة تعليمها في مثل هذه المدارس بعد أن تهاون المسلمون في إنشاء مدارس للنساء، تساير النظم التعليمية الحديثة مع المحافظة على العقائد والأخلاق والآداب والقيم الإسلامية، فماذا كانت النتيجة؟ نشأ جيل من الفتيات المسلمات اللواتي تربَّين تربية غربية وتعلمن تعليمًا غربيًا منهجًا وأسلوبًا لا يربطهن بالإسلام سوى ما كتب في بطاقة الهوية”.
الفكرة من كتاب الغزو الفكري وأثره على عقل وقلب المرأة المسلمة
فكر المجتمع ما هو إلا انعكاس عن الثقافة الغالبة لهذا المجتمع مُعبِّرًا عن مرجعيته التي اتخذها، لذا كان الغرب مستهدفًا كل مظهر حضاري أو ثقافي أو ديني، ثم الأفراد أنفسهم لهدم كل أساس فكري يعبر عن دينهم الإسلام في المجتمع الإسلامي، وأكثر ما ركَّز الغرب مجهوده تجاهه كانت المرأة وتحريرها حتى أصبح أشبه بالغزو الفكري والثقافي لها واحتلالها، وله تأثيرات أيضًا بمجالات أخرى، فقد ذكر اليهود في بروتوكولاتهم: “علينا أن نكسب المرأة، ففي أي يوم مدَّت إلينا يدها ربحنا القضية”.
مؤلف كتاب الغزو الفكري وأثره على عقل وقلب المرأة المسلمة
الدكتور رفعت محمد مرسي طاحون كاتب وباحث إسلامي، وله مؤلفات أخرى بارزة منها: “القوامة”، و”موسوعة حقوق الإنسان في الإسلام”، و”عالم إسلامي بلا استبداد سياسي”.