شعاع أمل
شعاع أمل
كان الفصل الدراسي الجديد لميلودي بمثابة فاتحة خير، حيث حصلت على كرسي متحرك كهربائي، لا يقارن بالكرسي القديم، حيث سهولة السير، وعدم ضرورة الاستعانة بأحد آخر لضبط الاتجاهات، إلا أن العيب الوحيد به هو وزنه الثقيل، حيث يصعب على والديها حمله، لكن تغلبا على ذلك بشراء مجموعة من السلالم، ممكنة الطي للكرسي المتحرك.
أيضًا بدأت مدرسة ميلودي بما يُسمى “فصول الدمج”، وأصبحت فرصتها للتعامل مع الأشخاص الطبيعيين أكبر، وجاءت إليهم معلمة جديدة تُدعى شانون تتحدث بطريقة مثيرة، وقررت نفض الغبار عن الكتب والألعاب والموسيقى، ونفضت الغبار عن سماعات الأذن الخاصة بـ ميلودي، والتقت ميلودي بعد وقت طويل فتاة تُدعى روز، كانت تعاملها برفق، وتفهم إشاراتها على لوحها الخاص بالكلمات، وكانت روز تكشف أسرارها لميلودي، فأصبح أخيرًا لدى ميلودي رفيقة.
وأصبحت فكرة فصول الدمج تتوسع كل شهر، إلى أن التحقت ميلودي بفصول كثيرة، وعينت مديرة المدرسة مساعدة خاصة بها وحدها تُدعى كاثرين، تجلس معها، وتأخذها إلى الصفوف، وترتب الكتب التي تود أن تقرأها، فأصبحت ميلودي تقرأ الكثير من الكتب المسموعة، وساعدتها كاثرين على اجتياز الامتحانات أيضًا، وتفوقت في بعضها.
وفي يوم من الأيام جاءت روز المدرسة بجهاز محمول جديد، فألهمت ميلودي فكرة لماذا لا تمتلك هي جهازًا إلكترونيًّا يساعدها على إيصال كلامها للآخرين، وحاولت إخبار كاثرين بذلك، ونجح الأمر، وحاولوا استخدام حاسوب المدرسة للدخول إلى شبكة الإنترنت، والتعرف على جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية المخصصة لأشخاص مثل ميلودي، ووجد الكثير لكن أغلبها كان معقدًا، وغالي الثمن، أو صعب التنقل به، إلى أن توصلوا إلى جهاز يسمى المتكلم (ميديا – توكر) مناسب تمامًا لحالة ميلودي، وعندما علم والداها بذلك، سارعا بشرائه على الفور.
الفكرة من كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
أصبح الإنسان في ظل ظروف الحياة المادية يلهث وراء مصالحه، ليزيد من دخله المادي بأي شكل، ويحقق أهدافه، ويحظى بأكبر قدر من الرفاهية، إلى أن يصبح بعد ذلك كل ما يمتلكه في نطاق العادي، من ضمن ذلك عافيته وصحته، فلا يشعر بهذه النعمة إلا بعد سلبها منه، أو قد يمتلك البعض أحيانًا نعمة الصحة، ولكنه يتكاسل عن تحقيق أهدافه.
فتأتي هذه القصة توضح معاناة فتاة فقدت عافيتها بالكامل، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تقاوم، وتحاول التأقلم مع من حولها.
مؤلف كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
شارون م. دراير : معلمة محترفة، وكاتبة بارعة، تعيش في سينسيناتي بولاية أوهايو، فازت خمس مرات بجائزة كوريتا سكوت كينغ الأدبية، ولديها العديد من المؤلفات منها:
Blended
COPPER SUN
Tears Of a Tiger
المترجم تيسير نظمي: ولد في فلسطين، وعاش في الكويت، وأصدر عدة كتب في مجال القصة القصيرة، وعمل مترجمًا ورئيسًا للقسم الثقافي في عدد من الصحف الكويتية، وترجم أيضًا كتاب “الانتحاريون: دراسة نفسية حول فهم الإرهاب الانتحاري”.