ميلودي والمدرسة
ميلودي والمدرسة
كانت تستعين ميلودي بحافلة ذوي الاحتياجات الخاصة لكي تنقلها من البيت إلى المدرسة، وقد انضمت إلى صف مع مجموعة متنوعة من المعلمين وذوي الاحتياجات الخاصة مثلها، وكان هناك عاملون لمساعدتهم على قضاء الحاجة والأكل وغيرهما، وكان هناك بعض المعلمين الجيدين مثل المعلمة تريسي؛ التي اكتشفت حب ميلودي للكتب، وجلبت لها سماعات أذن، لتسمع الكتب المسجلة، وبدأت ميلودي بسماع الكتب التي كان يقرأها والدها لها، ومن ثم كتب نادي جليسات الأطفال، وكانت المعلمة تسألها أسئلة بعد كل كتاب، وكانت كل إجاباتها صحيحة، فتسمح لها بالاستماع لكتاب آخر.
واستمرت على هذه الحال عامًا واحدًا، إلى أن تغيرت المعلمة، وجاءت أخرى لا تشغل إلا القرص المدمج المفضل لديها فقط كل صباح، إلى أن تسببت بانهيار الفصل كاملًا، وأصابت ميلودي بالذعر والصراخ الذي لا يتوقف، إلى أن أنقذتها والدتها من هذا الموقف، وشرحت للمعلمة سبب صراخها، وتفهمت المعلمة الموقف، ومن ثم استقالت من وظيفتها مع نهاية العام الدراسي.
وكان ما يهون على ميلودي وحدتها هو رفقة سمكتها “أولي” لها في أثناء وجودها في البيت، حيث كانت تقضي معظم الوقت في مراقبتها وهي تبتلع الطعام، وتسبح في الوعاء، وذات يوم قفزت السمكة خارج الوعاء، وكانت والدة ميلودي بعيدة لا تستطيع سماع صراخ ابنتها، ولم تفلح محاولات ميلودي في إنقاذ السمكة، ولم يمر وقت طويل إلى أن فاجأها والدها بجرو صغير، اعتبرته أفضل هدية قدمها لها، فكان الجرو يلاحقها في كل أرجاء المنزل، وقد أنقذها عدة مرات من سقوطها المتكرر، إلى أن رُزق والداها طفلة أخرى معافة تمامًا من أي أمراض، وكان لهذا الحدث أثر كبير في ميلودي، حيث أصبحت الحياة أكثر فوضوية!
الفكرة من كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
أصبح الإنسان في ظل ظروف الحياة المادية يلهث وراء مصالحه، ليزيد من دخله المادي بأي شكل، ويحقق أهدافه، ويحظى بأكبر قدر من الرفاهية، إلى أن يصبح بعد ذلك كل ما يمتلكه في نطاق العادي، من ضمن ذلك عافيته وصحته، فلا يشعر بهذه النعمة إلا بعد سلبها منه، أو قد يمتلك البعض أحيانًا نعمة الصحة، ولكنه يتكاسل عن تحقيق أهدافه.
فتأتي هذه القصة توضح معاناة فتاة فقدت عافيتها بالكامل، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تقاوم، وتحاول التأقلم مع من حولها.
مؤلف كتاب إرادتي هزمت إعاقتي
شارون م. دراير : معلمة محترفة، وكاتبة بارعة، تعيش في سينسيناتي بولاية أوهايو، فازت خمس مرات بجائزة كوريتا سكوت كينغ الأدبية، ولديها العديد من المؤلفات منها:
Blended
COPPER SUN
Tears Of a Tiger
المترجم تيسير نظمي: ولد في فلسطين، وعاش في الكويت، وأصدر عدة كتب في مجال القصة القصيرة، وعمل مترجمًا ورئيسًا للقسم الثقافي في عدد من الصحف الكويتية، وترجم أيضًا كتاب “الانتحاريون: دراسة نفسية حول فهم الإرهاب الانتحاري”.