أدوات الابتزاز
أدوات الابتزاز
من أسرع الطرق التي يلجأ إليها المبتز لخلق الشعور بالذنب غير المستحق هو استخدام اللوم، وإرجاع كل مشاكله عليك، ويتاجر بجملة “كل هذا بسببك”، كقوله “حالتي المزاجية سيئة بسببك”، أو “أصابني برد شديد بسببك”، ولا يأتي الشعور بالذنب وحده، بل يكون مصحوبًا بجميع عناصر التلاعب كالخوف والالتزام.
ويرى المبتز نفسه دائمًا حكيمًا وحسن النية، ويضع دائمًا هالة حول شخصيته ودوافعه، ويستخدم أسلوب الالتفاف لتحديد من الصالح ومن الطالح في أي نقاش، وهذا الأسلوب شائع في الصراعات العائلية، كمحاولة الآباء السيطرة على أبنائهم البالغين مع حفاظهم على الحب والاحترام، ويستخدم بعض المبتزين الاتهام الباثولوجي؛ وهو بمثابة اتهام المبتز للآخر بالمرض عندما لا يوافق على ما يريده، فيتهمه بالعصبية والانحراف والهوس والهستيريا، ويبدِّد الثقة من خلال جمع كل الأحداث غير السعيدة الحادثة على مدار العلاقة، وإرجاع سببها إلى عجزه على الصعيد العاطفي، وهذه أكثر أداة سامة وفعالة، وعادةً ما ينشأ الاتهام الباثولوجي في العلاقات الغرامية، عندما لا يكون هناك توازن في الرغبات، فأحد الطرفين يريد شيئًا ما أكثر من الآخر _حبًّا أكثر، اهتمامًا أكثر، التزامًا أكثر _ وعندما لا يحصل على ما يريده، يحاول الوصول إليه من خلال تشكيك الآخر في قدرته على الحب، فيبذل الآخر أقصى جهد لإثبات كونه محبًّا حقيقيًّا، ويكون هذا الاتهام مقنعًا بصورة كبيرة عندما يكون مصدره شخصًا يمثِّل مرجعية لنا _طبيبًا أو أستاذًا جامعيًّا أو محاميًّا_ وذلك بسبب الهالة الكبيرة التي نضعها عليهم، بكونهم أشخاصًا لا يخطئون أبدًا، ويلبسون دائمًا عباءة الحكمة، وهذا غير صحيح في أغلب الأوقات، فربما لا يصفونك بصراحة أنك شخص مريض، لكن يخبرونك من خلال إشارة أو نبرة صوت معينة بأنك شخص “غير كفء”.
وأحيانًا يستعمل المبتز أسلوب أكثر دهاءً، يبدأ بست كلمات تمثِّل ضربة قوية، وهي: “لماذا لا يمكنك أن تكون مثل فلان”، ويكملون هذه الكلمات بشخص مثالي خالٍ من العيوب، ليس عنده مشكلة في تلبية طلباتهم، فتشعر الضحية بالعجز والقصور لأنها ليست في مستوى صلاح فلان أو إخلاصه، ومن ثم تستسلم.
الفكرة من كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
لا يسلم أحد من الابتزاز العاطفي؛ فهي لعبة يتشارك فيها طرفان، أحدهما المبتز عاطفيًّا والآخر المستهدَف، وعلى الرغم من حدة المشاعر المصاحبة له، فإنك غالبًا لا تشعر بوجوده، لكن توضِّح الكاتبة هنا ماهية الابتزاز العاطفي، وتحلِّل نفسية صاحبه، وكيفية وضع الخطة للتخلُّص منه، وتحطيمه إلى الأبد.
مؤلف كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
سوزان فوروارد: تعيش في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ومحاضرة، ومؤلفة، وأخصائية علاج، ولها العديد من المؤلفات المشهورة عالميًّا، منها:
50 Psychology Classics.
Men Who Hate Women and the Women Who Love Them.
Mothers Who Can’t Love.
الأسر المسمَّمة.
التفكير الإيجابي.