أوجه الابتزاز المختلفة
أوجه الابتزاز المختلفة
للمبتزِّين أنواع كثيرة، فكلٌّ منهم يستخدم مفردات مختلفة، وله أسلوب مميز في المطالب والضغط والتهديد، وتجعل هذه الاختلافات الابتزاز العاطفي أمرًا يصعُب اكتشافه، ولكن عندما تُدرك أنواع الابتزاز تستطيع رؤية الإشارات التحذيرية في تصرُّف الطرف الآخر، والتنبؤ بحدوث ابتزاز عاطفي، بل ومنعه من الحدوث.
أول الأنواع المبتزون المعاقِبون، وهم المبتزون الأكثر وضوحًا، فأي محاولة لمقاومة طلباتهم يغضبون على الفور، وقد يعبِّرون عن هذا الغضب بشكل عدواني مع تهديدات مباشرة من قبيل “إذا عدت إلى العمل فسأتركك”، تهديدات قوية ومخيفة، لا يدركون أحيانًا تأثيرها في الآخرين، ولا ينفِّذون معظم هذه التهديدات، إلا أن الضحية تنتظر دائمًا الوقت الذي تتحقَّق فيه هذه التهديدات، ويتزايد شعورها بالغضب يومًا بعد يوم؛ غضب من المبتز لأنه وضعها في هذا الموقف المقيد، ومن نفسها لعدم تحليها بالشجاعة للتصدي له، وقيامها بأشياء تدهشها كالكذب وإخفاء الأسرار، ولا يقل تأثير المعاقِبين الصامتين الذين يلجؤون إلى الغضب الصامت عن تأثير المبتزين الواضحين، حيث يصعب على الجميع تحمل صمت هذا المعاقب الجاف، ويكونون على استعداد لفعل أي شيء لكي يتحدث إليهم، أو يصرخ في وجوههم، وفي النهاية تستسلم الضحية بسرعة لكي تفوز براحتها.
وثانيها المعاقِب الذاتي؛ يخبرك دائمًا بأنك إذا لم تفعل ما يريده منك ستصيبه أزمة صحية، أو ربما لا يستطيع العمل، لأنه يعرف أن هذه هي أنجح طريقة للتلاعب بك، ويكون هذا المعاقب في أشد الحاجة إلى العناية والاهتمام، ويتعلق بشدة بمن حوله، ويجعلهم يشعرون بالمسؤولية تجاهه، فيهرع إليهم عند البكاء، ويرضونه عندما ينزعج، ويخلِّصونه من عجزه، وينقذونه من نفسه، وينسب مصدر كل مشاكله إليهم.
وثالثها المعانون؛ وهؤلاء منهمكون في مشاعرهم السيئة فقط، ويفسرون عدم قدرتك على قراءة ما يدور في خاطرهم أنك لا تهتم بأمرهم، فهم ماهرون في لعبة “خمِّن ماذا فعلت بي”، ويخبرونك بما يريدونه وقتما يشاءون، فهم لا يصرخون، ولكنهم يجرحون الآخرين بسلوكهم، ويعتبرون طغاة من نوع هادئ.
الفكرة من كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
لا يسلم أحد من الابتزاز العاطفي؛ فهي لعبة يتشارك فيها طرفان، أحدهما المبتز عاطفيًّا والآخر المستهدَف، وعلى الرغم من حدة المشاعر المصاحبة له، فإنك غالبًا لا تشعر بوجوده، لكن توضِّح الكاتبة هنا ماهية الابتزاز العاطفي، وتحلِّل نفسية صاحبه، وكيفية وضع الخطة للتخلُّص منه، وتحطيمه إلى الأبد.
مؤلف كتاب الابتزاز العاطفي؛ حينما يستخدم من حولك الخوف، والإلزام، والشعور بالذنب للتلاعب بك
سوزان فوروارد: تعيش في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، ومحاضرة، ومؤلفة، وأخصائية علاج، ولها العديد من المؤلفات المشهورة عالميًّا، منها:
50 Psychology Classics.
Men Who Hate Women and the Women Who Love Them.
Mothers Who Can’t Love.
الأسر المسمَّمة.
التفكير الإيجابي.