خصائص المتفوقين عقليًّا
خصائص المتفوقين عقليًّا
يتميز المتفوقون عن أترابهم بخصال جسمية وعقلية معرفية وانفعالية اجتماعية، وقد شاع الاعتقاد بأن كثيرًا ما يعاني الموهوبون عيبًا خِلقيًّا أو مشكلة صحية؛ فيُفسر تفوقهم بأنه محاولة لتعويض هذا النقص، ولكن ما تؤكده الدراسات الموثوقة أن الأطفال المتفوقين أكمل صحة وأحسن طولًا ووزنًا من العاديين، بل إن الإعاقة الجسدية تؤثر غالبًا بالسلب في القدرات الذهنية ودرجة التحصيل المعرفي، فضلًا على أن المتفوقين أكثر وعيًا بالعادات الصحية وسبل الحفاظ على قوة أبدانهم.
أما الخصائص العقلية فهي الأهم في الحكم على المتفوقين وعلى أساسها يتم اكتشافهم، فالنمو العقلي يصل على الأقل إلى 103، بينما يساوي واحدًا صحيحًا في الأطفال العاديين؛ أي إن العمر العقلي للمتفوقين أعلى من أعمارهم الزمنية، ويحدد بعض العلماء نسبة ذكاء تساوي 135 درجة كحد فاصل بين الطفل المتفوق والطفل العادي، ومن أهم خصائصهم العقلية المميزة هي النمو اللغوي، ويظهر ذلك في التعلم المبكر القراءة والميل إلى قراءة كتب الكبار والتعمُّق في مجالات خاصة، وقد يتخذ بعضهم القراءة وسيلة للهرب من الواقع الاجتماعي غير المناسب لميولهم، ويجيد المتفوقون استخدام اللغة بطلاقة ويحسنون التعبير عن أنفسهم، ولديهم حس ابتكاري ومرونة في الانتقال بين الأفكار والأنشطة المختلفة.
يُظهر المتفوقون عقليًّا أيضًا تقدمًا كبيرًا في التحصيل الدراسي غير أنهم يكرهون الحفظ الصم وتراكم المعلومات، بل يميلون إلى تحليل الحقائق وإيجاد علاقات بينها، وقد يؤدي سوء الواقع التعليمي ورداءة المناهج إلى نتائج مضادة! لكنهم أقدر على التعلم الذاتي من التعليم النظامي.
ويصف البعض جنون العبقرية التي تجعل العبقري شاذًّا في سلوكياته، وينتقون وقائع لبرهنة ذلك؛ وتلك المبالغات وإن كان بعضها صحيحًا (مثل كتابة عالم رياضيات نظرية على مقاعد سيارة)، فلا تنطبق على أكثر المتفوقين، بل يُظهر المتفوقون انسجامًا كبيرًا مع الجماعة ومقدرة على بناء علاقات ناجحة معهم، وإن يكن الأذكياء أكثر عرضة للاضطرابات النفسية فليس يلزم منه الربط بين التفوق العقلي والشذوذ السلوكي، ويرى عالم النفس البريطاني فرنسيس غراهام كروكشانك أن الموهوبين في علاقاتهم كحال البشر العاديين منهم المنطلق، ومنهم الخجول والانسحابي.
الفكرة من كتاب المتفوقون عقليًّا
لم تكن رعاية المتفوقين وأصحاب القدرات الخارقة ترفًا من الفكر أو نفلًا من العمل بل واجب تربوي ضروري لتحسين المجتمع، ومسألة جوهرية في أي نظام تعليمي يهدف إلى تخريج الكوادر والكفاءات. لكن ما معنى التفوُّق العقلي؟ وكيف نكتشف المتفوقين؟ وكيف نضع برامج مناسبة لرعايتهم يمكن تطبيقها بمرونة واحترافية وتحديد دور الأسرة والمدرسة والمتخصصين فيها؟ في هذا الكتاب يُسلِّط المؤلفان الضوء تجاه تلك الأسئلة وغيرها، محاولَين التوفيق بين الإجابات المتعددة لها.
مؤلف كتاب المتفوقون عقليًّا
د. عبد الرحمن سيد سليمان: أستاذ ورئيس قسم التربية الخاصة بجامعة عين شمس، تخرَّج في الجامعة عام 1974 ثم خلال عامين اجتاز دبلومة الصحة النفسية والتربية الخاصة، قبل أن ينال درجتي الماجستير والدكتوراه.
له إسهامات عديدة في مجال تربية الأطفال والمراهقين، ومن أبرز مؤلفاته: “مناهج البحث التربوي”، و”الذاتوية.. إعاقة التوحد لدى الأطفال”.
د. صفاء غازي أحمد: كاتبة وأكاديمية مجتهدة، تدرَّجت حياتها المهنية من الخدمة بوزارة التربية والتعليم إلى مدرس مساعد بكلية التربية جامعة عين شمس إلى أستاذ مساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك سعود، ودرست في كلية الآداب قسم علم النفس، ثم حازت بعد تخرُّجها أربع درجات علمية شملت دبلومتين تربويتين وشهادتي الماجستير والدكتوراه. ومن أبرز مؤلفاتها: “المرجع في التربية الخاصة”.