حرب كبرى بين فاتح العالم والعثمانيين
حرب كبرى بين فاتح العالم والعثمانيين
كان تيمور أمام حرب كبرى مع السلطان العثماني بايزيد المُلقب بالصاعقة، ولقد خرج بايزيد بجيشه الجرار إلى أرض سيواس لمواجهة تيمور، لكن تيمورلنك كان داهية عسكرية، إذ علم أن جيشه لن يتحمل مشقة الوصول إلى أرض الأتراك، فقرَّر هنا استدراج الجيش العثماني إليه وإرهاقه نظرًا إلى أن أكثر جيش بايزيد من المشاة، فلما اتجه بايزيد إلى سيواس لم يجده، ثم بث تيمور خبرًا بذهابه إلى أنقرة، ليعود بايزيد وجيشه وقد خارت قواه ووجد نفسه مُجبرًا على مواجهة التتار الذين كانوا في انتظاره، ودخل الجيشان في معركة حامية لم تنتهِ إلا بهزيمة العثمانيين وأسر السلطان بايزيد نفسه، فدخل التتار عاصمة العثمانيين، وانتُهكت الحرمات، ومات السلطان الأسير بايزيد بعد أشهر قليلة، وأدهش انكسار الترك أوروبا بأكملها، وظن العالم آنذاك أن الدولة العثمانية قد زالت إلا أنها وبعد تسع سنوات صعبة تمكن أحد سلاطينها من إعادتها إلى مجدها.
برغم الانتصار، فإن تيمورلنك الذي وصل إلى عامه السبعين قد دخل في حالة حزن شديدة بعد وفاة ابنيه الأمير محمد وعمر شيخ، لكن لم يمنعه ذلك من التفكير في ضم الإمبراطورية الصينية لمملكته، فجهز جيشه الضخم البالغ مئتي ألف مقاتل، وفي طريقه إلى الصين تُوفي تيمورلنك وسط جيشه وقد أوصى قبل موته أن يكون الحكم لحفيده “بير محمد”.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.