مجازر تيمورلنك في الأراضي العربية
مجازر تيمورلنك في الأراضي العربية
أصبح تيمورلنك وجيشه على حدود البلاد العربية التي أحست باقتراب الخطر التتري، فاتحدت بغداد مع مصر عسكريًّا لكن ماذا حدث؟ دخلت قوات تيمور بغداد دون أدنى مقاومة تذكر، حيث فرَّ السلطان هاربًا إلى مصر تاركًا بلاده التي استسلمت على الفور، أما عن مصر فقد أرسل تيمور إلى سلطانها “الظاهر برقوق” يعرض عليه تسليم البلاد حقنًا للدماء ويهدده، لكن سلطان مصر لم يأبه لتهديده، وأمر بضرب أعناق رسل تيمورلنك، وكان تيمور في هذه الأثناء مشغولًا بغزوة في الهند قام فيها بقتل نحو مئة ألف شخص وجلب معه الفيلة والغنائم، ليفكر في غزو العالم العربي بطريقته الدموية.
قرر تيمور أولًا أن يرسل إلى السلطان العثماني بايزيد طلبًا باتخاذ موقف حيادي في حربه ضد العرب والتركمان، لكن بايزيد ردَّ عليه قائلًا: “ليس من عادة الأتراك أن يتخلوا عن رجل طلب مساعدتهم” ليغضب تيمور، فدخلت قواته مدينة “سيواس”، ثم دخلت حلب سنة 1401م وانتهكت حرماتها، وداست مقدساتها، فنهبوا وأحرقوا وهتكوا الأعراض، ثم من بعدها حماة وحمص، ثم دمشق.
وقرر تيمورلنك عدم دخول مصر، حتى إنه أرسل إلى صاحب مصر آنذاك “سودون” يعتذر له عما جرى من تهديدات، كما طلب الإفراج عن قريبه الذي أسرته مصر ورفضت إطلاق سراحه، وعرض على ذلك أن يفرج عن الأسرى الذي عنده، فوافق صاحب مصر.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.