إعلان الحرب ضد المغول
إعلان الحرب ضد المغول
استمر تيمور في تقوية جيشه الذي وصل إلى أربعة آلاف محارب، وقد قرر العزم على بَدء الحرب ضد المغول، فاتجه إلى الشمال حتى وصل نهر آمو (جيحون) لمراقبة الطاغية المغولي “بيكيجوك” الذي استقر في سمرقند، وليقرر تيمور أن يضرب ضربته!
لما علم “بيكيجوك” بما ينويه تيمور أسرع بتوجيه قواته إلى نهر آمو، إلا أن تيمور قد خدعه بعدما أظهر انسحابه من النهر ثم عبره في ليلة ظلماء حتى أصبح وراء جيش المغول، ليوقع به هزيمة كبرى أدت إلى القبض على القائد بيكيجوك نفسه، ودخل تيمور المدينة الخضراء بعد حصار شديد.
كان لا بدَّ من انتصار كهذا لتقرر القوات المغولية إعلان الحرب على تيمور، فسارع بتنظيم قواته وطبَّق التكتيكات والخطط العسكرية، وتواجه الجيشان في معركة حامية استطاع تيمور بدهائه تحويل كفة الحرب إلى صالحه، إلا أن الأمطار الشديدة عاقت جيشه عن تطويق المغول، فاضطر إلى التراجع بعد معركة لم ينتصر فيها أحد.
حاول المغول بعدما جمعوا قواهم مرة أخرى أن يكملوا مهمتهم بإخضاع سمرقند، لكن أهل المدينة استبسلوا في الدفاع عنها، كما أن أفواجًا من المتطوعين انضموا إلى جيش تيمور، مما تسبب في انقلاب ميزان المعركة وهزيمة المغول وانسحابهم عن المدينة والإقليم بأكمله، وليدخل تيمور (سمرقند) باستقبال حافل ومهيب تحت أصوات التكبيرات.
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.