الدروس الخصوصية والكتب الخارجية والتعليم المنزلي
الدروس الخصوصية والكتب الخارجية والتعليم المنزلي
تطرقت الكاتبة في الحديث عن النظام التربوي المصري وبالأخص ما قبل الجامعي، وهو هدف الدراسة بالأساس، إذ تحاول من خلاله إظهار المعوقات التي تمنع الاستفادة من رأس المال البشري الذي تتميز به مصر، فذلك هو هدف التعليم.
واستطردت في الدروس الخصوصية، فمع انتشارها الواسع في الأعوام الأخيرة قد أصبحت “واقعًا اجتماعيًّا يصعب التخلص منه” على حد وصف الكاتبة، ويتمثل خطر الدروس الخصوصية في كونها تعمل على إضعاف قيمة المدرسة الرسمية ليتحول دور الأخيرة إلى دور هامشي لمجرد أخذ الشهادة المختومة.
تكبِّد الدروس الخصوصية أولياء الأمور المبالغ الكثيرة وتجعل التعليم الإلزامي المجاني كلمة يتم الاحتفاء بها في البيانات الرسمية، بينما في الواقع فإن التعليم مع هذه الدروس لم يصبح مجانيًّا بأي شكل من الأشكال، إضافةً إلى ما تسبِّبه تلك المعوقات من ضياع قيمة المعلم والعلم الرسمي لدى الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.
وهنا يأتي سؤال من الممكن أن يتبادر إلى الذهن: هل يمكن اعتبار تلك الدروس من المظاهر الرئيسة الناتجة عن عدم الثقة في التعليم الرسمي، ومن ثم محاولة استبدالها بما يتوافق مع أهداف الطلاب وأولياء الأمور، وهو ما صرَّحت به الكاتبة بالفعل، وإذا كان كذلك، فما الفارق بين ذلك وبين التعليم المنزلي الناتج عن نفس النظرة من عدم الثقة بمؤسسات التعليم الرسمية واستبدالها، وما الذي دعا الكاتبة إلى انتقاد تلك المعوقات من جهة تأثيرها في العملية التربوية ككل.
الجواب عن السؤال يأتي كذلك في الكتاب، حيث انتقدت الكاتبة الدروس الخصوصية ليس لكون السلطة التربوية انتقلت من المدرسة، وهو ما تدعو إليه حركات التعليم المنزلي، وإنما انتقدته لأنه ينقلها من المدرسة إلى مدارس أخرى ولكنها في ذلك الأمر غير رسمية، وبذلك تحقق نصف ما
أرادته حركات التعليم المنزلي، وهو انتقال السلطة من المدرسة، ولم يتحقق النصف الآخر، من كون العائلة هي النواة الرئيسة في عملية التعليم، وهو ما صرحَّت به من أن الدروس الخصوصية جعلت المدرسة ناديًا ترفيهيًّا من الدرجة الثالثة، والبيت إلى مدرسة تعليمية من الدرجة الثالثة.
الفكرة من كتاب مصر بلا مدارس
مع تفشِّي عدد كبير من المشكلات بالنظام التربوي داخل مصر وآخرها الدروس الخصوصية والسياسات الحكومية المتعلقة بالمجال التعليمي بالعموم، كان لزامًا على الباحثين، كجزء من مهامهم الرئيسة، أن يبحثوا إما عن حلول للنظام القائم وإما عن بدائل تساعدهم أو يستبدلونها بالكلية، ومن هنا طرحت المؤلفة هذا الكتاب بهدف إبراز المشكلات المتعلقة بالنظام التربوي المعاصر داخل مصر، وإبراز نموذج بديل ذاع صيته في عدد كبير من الدول، ألا وهو “نظام التعليم المنزلي”، وتهدف من خلاله المؤلفة أن يكون التعليم المنزلي عاملًا مساعدًا على دعم النظام الحالي.
مؤلف كتاب مصر بلا مدارس
وفاء رفعت البسيوني: باحثة تربوية حصلت على الماجستير من معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة عن كتابها “مصر بلا مدارس”، وهي محاضرة دولية ومستشارة تربوية بدولة الإمارات العربية المتحدة، لها مؤلف آخر بجانب المؤلف المزمع عرضه، وهو كتاب “المعلم المتمرد”، ويتعلق بذات المجال من الناحية التربوية.