الإجهاد يستهلك طاقتنا
الإجهاد يستهلك طاقتنا
أطلقت لفظة “الإجهاد” للمرة الأولى في الهندسة الميكانيكية وكانت تصف حالة الماكينات والآلات الصناعية، لكن بعد ذلك أصبح المفهوم منتشرًا في الطب وعلم النفس ويعبِّر عن حالة الشد البدني والضغط العصبي، وأرجع العلماء مفهوم الإجهاد بشقيه؛ الإجهاد العضلي والإجهاد الذهني إلى طبيعة الحياة المعقدة وكثرة التفاصيل التي يعيشها الإنسان يوميًّا والبيئة التي كان قديمًا يستطيع أن يتعامل معها وما صارت عليه الآن العلاقة بينهما، كذلك الإجهاد ينشأ من التغيرات الحياتية السريعة للغاية، فمن الممكن أن يعمل الإنسان في عدة وظائف على مدار حياته كلها تضعه تحت ضغط عصبي، وأيضًا التغيرات في العلاقات الاجتماعية أصبحت سريعة هي الأخرى التي لا يستطيع ذهن الإنسان المحدود أن يواكبها، وأيضًا التغيرات التكنولوجية المذهلة وما أحدثته من طفرة في كمية المدخلات التي يتلقَّاها الإنسان يوميًّا.
ميكانيزم الإجهاد يتمثَّل على هيئة حلقة مُفرغة تحتاج أن يقطعها الإنسان بقسط من الراحة، وتبدأ الحلقة المفرغة من وجود المثير أو عامل الضغط العصبي الذي يحفز الجسم على إنتاج كميات كبيرة من هرمونات التوتر كالأدرينالين والكورتيزون يعملان على توجيه الدم من الجهاز الهضمي إلى العضلات لمساعدتها في حالة الانقباض المستمر، ومن ثم تراكم الفضلات (حمض اللاكتيك) بمعدلات أكبر من التخلُّص منها فتسبِّب إجهادًا عضليًّا، إضافةً إلى أن تلك الهرمونات تزيد من ضغط الدم وتسبِّب الصداع وآلام الرأس نتيجة الانشغال الذهني، وبذلك يحدث الإجهاد بشقيه.
أهم خطوة بعد الشعور بالإجهاد أن ينال الإنسان الراحة اللازمة لأن تراكم الإجهادات المتتالية قد تتسبَّب في وضعيات جسدية خاطئة بشكل دائم وتغيِّر من شكل الإنسان ووزنه وقوته وحيويته.
الفكرة من كتاب صحة عقلك وبدنك.. كيف تزيد طاقة جسمك وتحافظ على صحة بدنك؟
إذا لم تسعَ لمعرفة نظام جسدك المعقد، وفهم كيفية الاستفادة من كل وضع سكون أو حركة تمارسه وصممت على تلك العادات الخاطئة صحيًّا، فإنك بلا شك ستظل تشعر طوال حياتك بالتعب والإرهاق لأن طاقتك مستهلكة دون أن تدري، ومن ثم لن تشعر بالسعادة.
يشرح الكاتبان الخطوات الحياتية التي تساعد على استخدام الجسم بشكل سليم، فيذكران أهمية أن يكون الجسم في حالة توازن خارجيًّا وداخليًّا بما يحتويه من هواء وماء ودماء، ثم يوضِّحان الطريقة المثلى للتغلُّب على الإجهاد الذي ينتج من الأوضاع الجسدية السيئة، وبعد ذلك يبيِّنان الطريق الجديد لمن أحب أن يسير فيه.
مؤلف كتاب صحة عقلك وبدنك.. كيف تزيد طاقة جسمك وتحافظ على صحة بدنك؟
الدكتور سكوت دونكين : يعمل معالجًا لأمراض العمود الفقري ومحاضرًا ومستشارًا في عدد من الجامعات لما يقرب من عشرين عامًا، وقد قام بتأليف العديد من الكتب التي تمَّت طباعتها على مستوى العالم إلى جانب خبرته الكبيرة في الاستفادة من البيئة المحيطة لرفع مستوى أداء الجسم والتمتع بصحة جيدة طوال العمر، كما أن له إسهاماتٍ كبيرة في تقييم الأجهزة المستخدمة في ممارسة التمرينات الرياضية.
الدكتور جيرارد ماير: يعمل مستشارًا دوليًّا متخصصًا في وضع معايير الصحة والأمان، وقد أنشأ جمعية للتدريب المهني في أمريكا وعدد من الدول الأوروبية بهدف تبادل المعلومات والأبحاث والتقنيات لتوفير مستويات أعلى في الصحة والأمان لسائقي السيارات في أوروبا وأمريكا.