دوائر محاكمة النقل
دوائر محاكمة النقل
عندما نكون بصدد الحكم على المنقول بالقبول أو لا فإننا نحاكمه لتلك الدوائر الثلاث، ففي محاكمة الحديث إلى العقل نجد أن النقول التي كان ظاهرها مناقضًا للعقل كانت قليلة جدًّا، وكان الفقهاء ينظرون هل نقل هذا الحديث ثقات؟ ثم هل أنكره أحد من كبار الصحابة؟ وهل تصرف النقلة الثقات في المعنى؟ وهل هناك روايات أخرى توضح اللبس؟ بعد كل ذلك ينظرون إن كان المعنى يحتمل المجاز، فإن تعثر بعد كل ذلك الوقوف على معنى يوافق العقل رُفض الحديث ولم تقع حالات تنتهي لذلك على كل حال.
أما المحاكمة إلى العادة فتلك أكثر المساحات التي يحصل فيها الخلاف، مثل ما يحصل من خلط بين مساحات الشرع والمساحات الدنيوية في النقل عن النبي (ﷺ) وعاداته، إذ ذلك بحاجة إلى فقهاء يعرفون القواعد الكلية في الشريعة، ليعرفوا إن كان هذا منها أم لا وهل تعبد الصحابة بمثلها أم لا، لئلا نلزم الناس بعادات قريش بدلًا من سنة النبي (ﷺ) التعبدية.
وأما المحاكمة للشرع فالأصل ألا تناقض في الشرع، ولكن بعض الأحاديث التي كان في ظاهرها أن فيها تناقضًا، فقد اجتهد العلماء في تأويلها، ومن هؤلاء الإمام الطحاوي في كتابه شرح معاني الآثار المختلفة عن رسول الله (ﷺ)، ومن قبله ابن قتيبة والشافعي.
الفكرة من كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
بدأ الكاتب في دراسة الدين في سن صغيرة، فبدأ أول ما بدأ مع تفسير الإمام القرطبي رحمه الله، الذي تميز في تفسيره بعرضه للآراء المختلفة ومناقشتها، فتعلم منه أن هناك آراء ونقاشات، وهذه النقاشات تبرز الرأي القوي وتدعم صحته، ويتضاءل بها الرأي العليل وتُدحض حجته، والمسلم الحق يُسلم لله، إذا أمره فعل، وإن نهاه انتهى، إنما يكون النقاش في فهمنا نحن عنه، وهل قد ثبت عنه سبحانه هذا الأمر أو النهي حقًّا؟
يسترسل الكاتب في هذا الكتاب مع أفكاره من خلال فهمه الشخصي للدين عبر رحلة حياته، ومن ثم مع العلوم التي كونت تلك الأفكار، ليصل إلى إجابة سؤال كيف وصل إلينا هذا الدين؟
مؤلف كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
علاء عبد الحميد: كاتب وداعية مصري، ولد عام 1984م، تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تلقى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وتخصص في المذهب الحنفي، له عدد كبير من المحاضرات والدروس، بالإضافة إلى عدد من المؤلفات منها:
الطريق إلى معرفة الله.
حديث نفس.
العقيدة الوسطى.
سمت الوصول.