الجرح والتعديل
الجرح والتعديل
علم الجرح والتعديل هو العلم الذي يسجل أسماء الرواة وأحوالهم، فمما كان العلماء ينظرون إليه هو أن يكون الرجل “عدلًا”، ومعنى العدالة هو أن يكون تاركًا للمنكرات والكبائر، ولم تظهر منه استهانة بالدين، وهو نفس تعريف العدالة في باب الشهادة في أحكام الفقه، إذ جعلوا التهاون الظاهر بالدين طعنًا في قبول رواية الراوي، ولم يكن الأمر بلا ضوابط، فكانت القاعدة أن “الجرح لا يقبل إلا مُفسرًا” فيبين الطاعن في أحدهم سبب طعنه، حتى لم ترفض رواية أحدهم إلا وقد كان ظاهر الفسق والمجون.
وكانوا يتثبتون أيضًا من فهم الناقل للمنقول، فينظرون إلى المنقول أو الحديث نفسه، وكانت طريقة المحدثين أن ينظروا إلى المعنى ومدى توافقه مع غيره مما ورد عن النبي (ﷺ) في نفس الموضوع، ومن هنا ظهرت مصطلحات الغريب والشاذ والمنكر، فكان ما يُروى عن شخص واحد يسمى بالغريب، وإن توفر أكثر من رواية للخبر الواحد تقارن ببعضها، فإن تعارض المعنى فيها سمي المتن مضطربًا، وإن كان المعنى مخالفًا لما هو أوثق منه سُمي بالشاذ، أما طريقة الفقهاء الأحناف فكانوا ينظرون إلى فقه الراوي، ثم القرائن المحيطة بروايته، ثم اتساق المعنى مع سائر الأصول.
الفكرة من كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
بدأ الكاتب في دراسة الدين في سن صغيرة، فبدأ أول ما بدأ مع تفسير الإمام القرطبي رحمه الله، الذي تميز في تفسيره بعرضه للآراء المختلفة ومناقشتها، فتعلم منه أن هناك آراء ونقاشات، وهذه النقاشات تبرز الرأي القوي وتدعم صحته، ويتضاءل بها الرأي العليل وتُدحض حجته، والمسلم الحق يُسلم لله، إذا أمره فعل، وإن نهاه انتهى، إنما يكون النقاش في فهمنا نحن عنه، وهل قد ثبت عنه سبحانه هذا الأمر أو النهي حقًّا؟
يسترسل الكاتب في هذا الكتاب مع أفكاره من خلال فهمه الشخصي للدين عبر رحلة حياته، ومن ثم مع العلوم التي كونت تلك الأفكار، ليصل إلى إجابة سؤال كيف وصل إلينا هذا الدين؟
مؤلف كتاب كيف وصل إلينا هذا الدين؟
علاء عبد الحميد: كاتب وداعية مصري، ولد عام 1984م، تخرج في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تلقى العلم الشرعي على يد عدد من علماء مصر والشام، اشتغل بعلم الحديث وأصول الدين، وتخصص في المذهب الحنفي، له عدد كبير من المحاضرات والدروس، بالإضافة إلى عدد من المؤلفات منها:
الطريق إلى معرفة الله.
حديث نفس.
العقيدة الوسطى.
سمت الوصول.