التحرُّش بالأطفال
التحرُّش بالأطفال
إن لفظة التحرُّش لا تعني في أذهان العامة إلا الأفعال الجنسية منها، والتحرش بمعناه الواسع يعني أية سلوك عدواني يسبِّب أذًى للطفل نفسيًّا أو جسديًّا أو جنسيًّا وعليه تم تقسيم التحرش لأنواع ثلاثة؛ التحرش الجسماني الذي يتسبَّب المتحرِّش فيه بالضرر الجسدي للطفل كالحروق أو الخنق أو الضرب وما ينتج عنه من كدمات وخدوش وجروح وحروق وكسور.
النوع الثاني هو التحرُّش النفساني ويكون عن طريق تدمير نفسية الطفل والحط منه ومن قيمته في البيت أو المدرسة فيصاب الطفل بالخمول واضطرابات الكلام والحركة وفي بعض الأطفال كبار السن قد يتجهون إلى إحداث الأذى الجسدي في أجسامهم كما قد تظهر محاولات الانتحار.
النوع الثالث هو التحرش الجنسي وتعريفه باختصار هو كل علاقة جنسية بين البالغين والأطفال وهو محرمٌ دينًا ويعاقب عليه القانون، يؤثر التحرش الجنسي في الأطفال تأثيرًا بالغًا على المستوى الجسدي والنفسي فيصبح بعض الأطفال غير قادرين على المشي أو الجلوس من شدة الالتهابات في الأعضاء الجنسية وفتحة الشرج، وسيكولوجيًّا يترك التحرش الجنسي عند الأطفال صدمة نفسية طويلة المدى تؤثر في حياتهم فيما بعد وقد يفطن بعض الأطفال لما حدث ويشكو إلى أهله ويتشتَّت ذهنه ويتأثر المستوى الدراسي ويفقد الطفل نشاطه ويصير مُلمًّا بالكثير من المعرفة الجنسية التي لا تناسب عمره، وبالتالي ينعزل وينطوي على نفسه كما تتأثر علاقاته الاجتماعية.
المتحرِّش هو مجرمٌ في المقام الأول وأحيانًا مريضٌ نفسي تعرض لأضرار في صغره مشابهة لما يفعلها في الأطفال، قد يكون مدمنًا للمواد المخدرة والكحوليات، المتحرش من الممكن أن يكون واحدًا من الأهل أو الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء، لذا على الأبوين الحذر جيدًا وتحذير أطفالهم ومراقبتهم ومعرفة الأماكن التي يتردَّدون عليها وتوعية الطفل باستمرار حتى يستطيع التصرف إذا ما كان في موقف مشابه.
الفكرة من كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
إن محاولة فهم سلوك الأطفال ومشاعرهم ورغباتهم أصبح اليوم أمرًا أكثر ضرورة من ذي قبل خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي الكبير وما تبعه من تضخُّم في حجم المدخلات التي تحيط بأطفالنا ومدى التأثير الذي تُحدثه فيهم.
يشرح الكاتب العديد من السلوكيات التي تتطوَّر مع تقدم الطفل في العمر فيبدأ مثلًا بشرح مشاعر التعلق بالأبوين والنفور من الغرباء، ثم يفسِّر سلوك الانطواء ويوضِّح أسبابه، وبعد ذلك يبين مظاهر التعبير الخاصة كالبكاء والغضب والعناد، ويذكر بعض المفاهيم التي تكون في طور التكوُّن في ذهن الطفل، وأخيرًا يتناول قضية التحرُّش بالأطفال أكاديميًّا ويبيِّن أنواعه.
مؤلف كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
بديع القشاعلة باحث ومفكر فلسطيني حاصل على بكالوريوس في علم النفس من جامعة سانت بطرسبرج، يعمل كأخصائي نفسي تربوي متخصِّص، عمل زمنًا طويلًا في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط بفلسطين، ويعمل الآن مدير قسم رياض الأطفال في نفس المدينة.
له العديد من المؤلفات في علم النفس، أهمها: “زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”لفتات في علم النفس”، و”الأساس في التربية الخاصة”.