الخجل كسلوك
الخجل كسلوك
الخجل من السلوكيات المحمودة في مجتمعاتنا ودائمًا يشيع بين الناس الربط بين الخجل ومدى التربية، فإن كان الطفل تظهر عليه علامات الخجل، فمعنى ذلك أن تربيته حسنة وهذا غير صحيح نسبيًّا، وهناك الكثير من المعلومات المغلوطة بشأن الخجل والأعراف الاجتماعية الخاصة بها.
بدايةً يُقسَّم الخجل إلى خجل مبني على ضعف الإرادة والخوف والتردد، وخجلٍ طبيعي أو ما يعرف “بالحياء”، وهذا الأخير هو المحمود والذي قال فيه النبي ﷺ أنه شعبة من شعب الإيمان، يتأثر الطفل بأبويه وعلاقتهما معًا وعلاقتهما به كما يتأثر بالبيئة من حوله مما يؤثر فيه في أنحاء عديدة، لذلك نمو الخجل كسلوك أساسي في حياة الطفل يرجع إلى أسباب كثيرة تقترب من كل هذا، وأحيانًا تبتعد فيما يخصُّ النظريات التي تفسر الخجل جينيًّا أو تربطه بالعوامل البيئية التي تؤثر في الأم أثناء فترة الحمل، ومن ثم تؤثر في التركيب السلوكي للطفل، لكن بخصوص ما يتعلق بالتربية فإن القلق المتزايد والتردد من الأم على الطفل فيما يخصه أو أمامه في الأمور التي لا تتعلق به مباشرةً تنمي الخجل والتردد عنده أيضًا،كذلك المشاكل الزوجية أمام الأطفال وخصوصًا ما يكون فيه حدة وعنف بين الزوجين لها دورٌ حيث يخلق ذلك المشهد عند الأطفال الخوف من تحول في تلك الحدة والقوة وتوجهها إليه، وبالتالي يصبح الطفل غير آمن على حياته ويخشى من الناس والأشياء والمواقف حوله ويصبح أقل اجتماعيًّا ونفسيًّا ويختار العزلة ويخجل إذا ما تعرَّض لأبسط المواقف.
من مظاهر الخجل المشهورة هو وجود حُمرة في الوجه والتعرق والتوتر عند الحديث وعدم القدرة على الاتصال البصري بمن أمامه، وقد يحدث بعض اضطرابات الكلام والنطق في بعض الحالات.
الفكرة من كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
إن محاولة فهم سلوك الأطفال ومشاعرهم ورغباتهم أصبح اليوم أمرًا أكثر ضرورة من ذي قبل خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي الكبير وما تبعه من تضخُّم في حجم المدخلات التي تحيط بأطفالنا ومدى التأثير الذي تُحدثه فيهم.
يشرح الكاتب العديد من السلوكيات التي تتطوَّر مع تقدم الطفل في العمر فيبدأ مثلًا بشرح مشاعر التعلق بالأبوين والنفور من الغرباء، ثم يفسِّر سلوك الانطواء ويوضِّح أسبابه، وبعد ذلك يبين مظاهر التعبير الخاصة كالبكاء والغضب والعناد، ويذكر بعض المفاهيم التي تكون في طور التكوُّن في ذهن الطفل، وأخيرًا يتناول قضية التحرُّش بالأطفال أكاديميًّا ويبيِّن أنواعه.
مؤلف كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
بديع القشاعلة باحث ومفكر فلسطيني حاصل على بكالوريوس في علم النفس من جامعة سانت بطرسبرج، يعمل كأخصائي نفسي تربوي متخصِّص، عمل زمنًا طويلًا في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط بفلسطين، ويعمل الآن مدير قسم رياض الأطفال في نفس المدينة.
له العديد من المؤلفات في علم النفس، أهمها: “زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”لفتات في علم النفس”، و”الأساس في التربية الخاصة”.