بين الانطواء والصحبة السيئة
بين الانطواء والصحبة السيئة
لماذا يتجه بعض الأطفال إلى الانطواء على أنفسهم والانعزال؟ هل هو الشعور بالخوف الغريزي من العالم الخارجي، أم أن البيئة حوله هي التي تدفعه إلى ذلك؟
في الواقع إن بعض الممارسات التي تمارس على الأطفال قد تسهم في تنمية هذا السلوك، ففي معظم الحالات تجد مثلًا أن الأب عندما يعامل طفله بقسوة شديدة طوال الوقت، وفي كل المواقف يخلق في نفسية طفله انعدام الثقة والتردد والخوف من اتخاذ القرارات ولا يستطيع أن يخرج ما بداخله من مشاعر، وبالتالي يختار الانطواء أو يُجبَر عليه بسبب نفسيته الهشَّة،كذلك خوف الأم الدائم على ولدها ينمي بداخله الخوف وأيضًا لأن التحذير والتخويف باستمرار يُنذر بأن هناك خطرًا ما ينتظر الطفل في كل مكان، فيشعر الطفل أنه يجب أن يتجنَّب كل شخص وكل موقف كما تحذره أمه دائمًا، ويحدث ذلك بصورة مبالغ فيها في بعض الحالات العائلية التي يكون فيها الطفلُ الابنَ الوحيد أو الطفل الثاني بعد وفاة أخيه الأكبر، الأمر الأكثر أهمية في حجم مخاوف الأم هو أن تلجأ للحد من المحيط الاجتماعي للطفل وتُحجِّم علاقاته بأصحابه، وأحيانًا عدم السماح بالاختلاط بالأطفال الآخرين في مثل سنِّه مطلقًا، هذا وإن كان له فائدة في تجنُّب بعض الصفات السيئة المكتسبة أو التأثير الأخلاقي السيئ الذي يحدث إلا أنه يجب أن توفر الأم البيئة الاجتماعية البديلة التي يستطيع من خلالها الطفل التعبير عن نفسه ومشاركة غيره بمشاعره وانفعالاته، ومن الممكن أن تكون الأم مسؤولًا بصورة مباشرة عن تكوين العلاقات الجيدة لطفلها عن طريق التعرف عليهم واختيار الصداقات المناسبة، وتحديد أيام كاملة أسبوعيًّا لاستضافة أصدقائه في البيت ومشاركة الابن في اللعب والطعام وتقديم النصح دائمًا له فيما يخصُّ أخلاقه وتعاملاته مع أصدقائه.
الفكرة من كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
إن محاولة فهم سلوك الأطفال ومشاعرهم ورغباتهم أصبح اليوم أمرًا أكثر ضرورة من ذي قبل خصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي الكبير وما تبعه من تضخُّم في حجم المدخلات التي تحيط بأطفالنا ومدى التأثير الذي تُحدثه فيهم.
يشرح الكاتب العديد من السلوكيات التي تتطوَّر مع تقدم الطفل في العمر فيبدأ مثلًا بشرح مشاعر التعلق بالأبوين والنفور من الغرباء، ثم يفسِّر سلوك الانطواء ويوضِّح أسبابه، وبعد ذلك يبين مظاهر التعبير الخاصة كالبكاء والغضب والعناد، ويذكر بعض المفاهيم التي تكون في طور التكوُّن في ذهن الطفل، وأخيرًا يتناول قضية التحرُّش بالأطفال أكاديميًّا ويبيِّن أنواعه.
مؤلف كتاب المشكلات السلوكية لدى الأطفال
بديع القشاعلة باحث ومفكر فلسطيني حاصل على بكالوريوس في علم النفس من جامعة سانت بطرسبرج، يعمل كأخصائي نفسي تربوي متخصِّص، عمل زمنًا طويلًا في قسم الخدمات النفسية في مدينة رهط بفلسطين، ويعمل الآن مدير قسم رياض الأطفال في نفس المدينة.
له العديد من المؤلفات في علم النفس، أهمها: “زوايا إسلامية من وجهة نظر سيكولوجية”، و”لفتات في علم النفس”، و”الأساس في التربية الخاصة”.