من ثبَّت العرش؟
من ثبَّت العرش؟
ومن حيل الطغاة أيضًا أنهم كانوا يعمدون إلى الألقاب العظيمة والشعارات الرنانة مثل المصلحة العامة ورفاهية المجتمع لخداع الشعوب، وكان أباطرة الرومان يطلقون على أنفسهم لقب “محامي الشعب” ثم لا يهم ما يتم بعد ذلك من إضرار بالشعب من وراء ذلك اللقب.
وفي التاريخ القديم ما يعجب له المرء، فكان ملوك آشور لا يظهرون على العوام إلا بعد وقت طويل ليثيروا في نفوس الناس هيبة المُلك وفوقيته حتى يرتابوا أن الملك ليس بشريًّا، بل هو أقدس وأعلى منهم فيقبلوا على طاعته خوفًا من غضبه، ولم يكن ملوك مصر القديمة بأفضل حالًا فلم يكونوا يخرجون على الناس إلا في هيئة المشعوذين، وكانوا يحملون على رؤوسهم هرةً أو غصنًا أو ربما نارًا، وكانت الشعوب تبالغ في الحمق وتختلق الأساطير عن ملوكها.
غير أن كل الحيل السابقة لم تكن كافية ليأمن الطغاة شعوبهم ولم تكن تجدي إلا مع عوام الناس، ولم يكن ما يثبت عروشهم هو السلاح كذلك، إذ إن أول من ينقلب عليه هو من مكنهم من حمل السلاح.
الفكرة من كتاب مقالة في العبودية المختارة
كيف تحمَّل الناس الخضوع لطغيان الملوك وتسليم رقابهم إليهم، كيف لواحد من البشر أن يذل مئات الآلاف دون أن يقدروا عليه، وهل كنا لنصدق مثل هذا ما لم نكن شهدناه بأعيننا؟
يحاول الكاتب الوصول إلى إجابات أسئلته وبحث أسباب استكانة الشعوب للطغاة، والحيل التي يمارسها الطغاة لفرض سلطانهم على عوام الناس، مستعينًا بمشاهداته وقراءاته التاريخية من خلال المقالة التي كتبها في بدايات شبابه ولم تُنشَر إلا بعد موته.
مؤلف كتاب مقالة في العبودية المختارة
إتيان دو لابويسي Étienne de La Boétie: كاتب وشاعر وقاضٍ فرنسي، ولد عام 1530 في مدينة سالارت، نشأ في عائلة من القضاة، درس الإنسانيات، والنصوص القديمة، ثم حصل على شهادة الحقوق في جامعة أورليان، وعُيِّن مستشارًا في البرلمان بقرار من الملك هنري الثاني وهو في الثالثة والعشرين قبل عامين من بلوغه السن القانونية لهذا المنصب، توفي عام 1563 وهو في الثانية والثلاثين إثر مرضه.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
The will to bondage
Discours de la servitude volontaire