الأنا لا تشبَعُ ولا يرضيها شيء، وستستمرُّ في نَهَمِهَا دونَ توقف
الأنا لا تشبَعُ ولا يرضيها شيء، وستستمرُّ في نَهَمِهَا دونَ توقف
“الأنا” ستطلُبُ المزيدَ مهما لبَّيتَ لها من رغبات، فمهما بلغَتْ ثروَتُكَ أو ممتلكاتُكَ؛ ستجِدُ نفسَكَ تتطلَّعُ لسيارةٍ رياضيَّةٍ جديدةٍ، حتى دونَ وجودِ احتياجٍ حقيقيٍّ لديكَ لامتلاكها.
الأنا مهووسةٌ بالمستقبلِ وبالماضي؛ وبالتالي تُهمِلُ الحاضرَ مما يمنَعُكَ من الاستمتاعِ بالحياة؛ فهي تَوَدُّ الاحتفاظَ بجراحِ الماضي وتُعمِّقُ منها؛ مثل دفعِكَ إلى الشكوى المستمرةِ من العملِ لزوجتِكَ كلَّ يومٍ على الغداءِ، وذكرِكَ لمشكلةِ الطلاقِ التي وقعت منذ سبعةِ أعوامٍ مضت؛ رُغمَ زواجِكَ الحاليِّ السعيد، كما أنها هي التي تجعلُكَ تقارنُ نفسَكَ بالآخرين دائمًا.
بعد كلِّ ذلك، هل تعتقدُ أنَّكَ بعدما تُحقَّقُ ما تريدُه منك الأنا، هل تظنُّ أنَّكَ ستصبحُ سعيدًا؟
لو كانت إجابتُكَ بنعم، ففكر في حقيقةِ انتحارِ الأثرياءِ والمشاهيرِ ووقوعِهِم في براثِنِ الإدمان، وتدميرِهِم لحياتِهِم بأيديهم.
هؤلاءِ كانَ لديهِم كلُّ ما تحلمُ به، ولكنَّ رضوخَهُم لطلباتِ الأنا لم يجعلْهُم أكثرَ سعادةٍ كما تعتقد، فمهما كان الفردُ غنيًا أو جميلًا أو ذكيًا، هناكَ دائمًا من هو أغنى وأجملُ وأذكى منه.
تذكر، إن أجوَدَ الوجباتِ التي أعدَّهَا أفضلُ الطهاةِ، لن تُشبِعَ أحدًا بصورةٍ دائمةٍ أبدًا؛ فسيجوعُ مرةً ثانيةً ويشتهي وجبةً أخرى ألذ.
الفكرة من كتاب عشرة بالمائة أكثر سعادة
كيف تروِّض “الأنا” وتقودُ زِمامَ أمورِ حياتك؟
يُسبِرُ كتابُ “عشرةٌ بالمائةِ أكثرُ سعادة” أغوارَ فنِ التأمل، ويأخُذُكَ في رحلةٍ خاصةٍ لتتعرَّفَ عن كَثَبٍ على ذلكَ المفهوم، الذي قد يُغيِّرُ حياتَك.
إنَّ للتأملِ فوائدَ عديدة، فقد أثبتَ العلمُ الحديثُ التأثيرَ الإيجابيَّ له على البدنِ والعقل.
مؤلف كتاب عشرة بالمائة أكثر سعادة
دان هاريس Dan Harris: مُقدِّمُ نشراتِ أخبار “إيه بي سي نيوز”، وقد قامَ بتغطيةِ العديدِ من الأحداثِ العالمية؛ كاحتلالِ أفغانستان وغزوِ العراق، وحصلَ على عدَّةِ جوائزٍ تقديرًا لجهودهِ الصحفيةِ والإعلامية.