فن القراءة
فن القراءة
القراءة عالم متميز جميل، فحاول أن تجعل صحبتك للكتب رحلة مشوقة وطويلة، لذا ابدأ بقراءة الكتب التي تحبها، ثم تدرَّج بعد ذلك في قراءتك تبعًا لاحتياجاتك واصطحب قلمك لتدوين أهم المعلومات، فابدأ بكتب السير الذاتية، واطرح الأسئلة حول محتوى الكتاب ولا تسلم عقلك تمامًا لأفكار الكاتب، اقرأ الكتب الشرعية فسوف تحتاجها في كل نواحي الحياة، وأيضًا الروايات بمختلف أنواعها.
وتنقسم القراءة إلى عدة أنواع، ومنها القراءة السريعة، وهي بمثابة قراءة كتب كثيرة في مدة قصيرة، لكن السؤال المهم؟ هل لها لا فائدة؟ ليست هناك إجابة منصفة للأمر، لكن القراءة بهدف المتعة والفائدة كلها خير، ومهارة القراءة كلما تدربت عليها ازددت براعة فيها، والنسبة المعقولة للقراءة هي 300 كلمة في الدقيقة، ومن يزيد عنها فهو غالبًا يمرِّر نظره على النصوص دون قراءة حقيقية، ودورات القراءة السريعة ربما لها فائدة للشخص البعيد عن القراءة أو من لديه بحث ويحتاج إلى كتب كثيرة يرجع إليها فتحتاج منه قراءة سريعة لاكتساب معلومات مختلفة في وقت قصير.
والنوع الثاني هو قراءة الجرد، وهي القراءة التحليلية، ويقوم صاحبها بمراجعة المعلومات المطروحة في الكتاب ومناقشة كل نقطة في الكتاب غير واضحة، وقد تكون جماعية أو فردية، وهذا ما يحدث في المقررات الدراسية، وتقوم على المطالعة السريعة للكتاب، ومعرفة الأفكار الرئيسة، ومعرفة التصوُّرات والخارطة العامة للكتاب، وقراءة الفهرس، وتحديد الموضوعات التي تريدها من الكتاب، وتدوين أرقام الصفحات التي تريد منها المعلومات ثم قراءة تلك الصفحات.
والنوع الثالث هو قراءة النقد، وهي قراءة تفصيلية للكتاب ويسبقها قراءات عامة متعددة لنفس تخصُّص الكتاب، وتقوم قراءة النقد الصحيح على عدة خطوات، وهي تحليل النص بشكل كامل، وإبراز كل الجوانب سلبًا وإيجابًا، والتجرد الكامل أثناء النقد، وعدم انتقاص النص بسبب انتماء الكاتب أو عرقه، وعدم الحكم على النص دون معرفة البيئة والظروف الزمانية التي كُتب فيها، والمقارنة بينه وبين النصوص المشابهة الأخرى، وعدم الحكم على الكتاب أو الكاتب.
الفكرة من كتاب خارطة القراءة
يقول ابن الجوزي: “وإني أخبر عن حالي: ما أشبع عن مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أقرأه، فكأنني وقعت على كنز”، فالكتب هي نوافذ خارجية وداخلية في هذا العالم، يحيا المرء بمفرده في هذه الحياة حتى يجد الكتب فيجد الصُحبة والمعرفة، ويُحلِّق بعيدًا عن عالمه حين ينغمس في كتاب ما، وقد ترى عوالم وأزمنة مختلفة في الكتب حتى لو لم تعشها، والكاتب هنا يأخذنا في رحلة حول القراءة والكتب ومراحل التدوين، وأيضًا يقودنا إلى قصص كثيرة حول المكتبات وكيف تقرأ؟ وتصاحب كتابًا ممتعًا.
مؤلف كتاب خارطة القراءة
الدكتور حمد بن سليمان الباحوث، كاتب سعودي الجنسية، حاصل على الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن مؤلفاته: “الاحتساب على المخالفات الشرعية في مجال الرواية الأدبية العربية المعاصرة”، والكتاب الذي بين أيدينا.