نحو بناء الحاسب الآلي بمفهومه الحديث
نحو بناء الحاسب الآلي بمفهومه الحديث
لم يعد آلان عنصرًا حيويًّا في المركز كما كان، وعلى ذلك قرَّر ترك العمل في بليتشلي بارك، ليتجه بعدها للعمل بهانسلوب بارك، وهي قاعدة بوحدة الاتصالات الخاصة، إذ هدف إلى مواصلة عمله على بناء وسيلة اتصالات سرية آمنة تستخدم الكلام البشري المشفَّر، ويعني ذلك بناء آلة قادرة على تحويل الكلام البشري إلى شكل صوتي مشفَّر ساكن باستخدام جهاز يدعى “فوكودور”، ليتمَّ تخصيص فريق بحثي لمساعدة آلان تورنغ على إتمام بحثه، وقد تمكَّنوا بالفعل من تحقيق النجاح في مارس 1944 عندما قاموا بتشفير تسجيل لصوت ونستون تشرشل، ثم أرسلوه على شكل رسالة مشفَّرة ساكنة، ثم فتحوا الشفرة واسترجعوا الصوت كما كان.
في السابع من مارس 1945 استسلمت ألمانيا النازية لقوات الحلفاء لتنتهي بذلك الحرب العالمية الثانية، وفي يونيو من نفس العام مُنِحَ آلان وسام شرف بمرتبة ضابط في الإمبراطورية البريطانية OBE، وهذا لجهوده العظيمة في فك الشفرة الألمانية “إينيغما” وإنقاذ مئات آلاف الأرواح، حيث يرى المسؤولون والقادة العسكريون أن إنجاز آلان وفريقه قد عجَّل من إلحاق الهزيمة بألمانيا أكثر من أي جهد آخر، وبما أن المهمة كانت سرية، فكان التكريم كذلك سريًّا.
عمل آلان بعد ذلك في مختبر الفيزياء الوطني NPL بلندن، ساعيًا إلى تحقيق حلمه بخلق جيل جديد من الحواسيب باستخدام التقنية الرقمية، وفي فبراير 1946 نجح في إنجاز تصميم حاسوب إلكتروني أطلق عليه وصف “الآلة الاحتسابية الآلية ACE”، وبسبب نقص التمويل للمختبر فقد عاد إلى كلية كينغز بجامعة كامبردج للعمل في البحث الأكاديمي الخالص عام 1947.
الفكرة من كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
كان عبقريًّا إلى الدرجة التي تجعله أذكى علماء التاريخ. رجلٌ واحد نجحت فكرته في تقليص مدة الحرب العالمية الثانية ولا نبالغ إذا قلنا في ترجيح كفتها لصالح قوات الحلفاء، هو من وضع حجر الأساس للحاسوب الذي نراه يتحكَّم الآن في كل شيء تقريبًا، لكنه عانى شيئًا ما لم يتخلَّص منه طوال حياته، حتى أصبح هذا الشيء سبب تعاسته وخسارته، ووفاته.. إنه العبقري آلان تورِيغ.
مؤلف كتاب آلان تورِنغ.. مأساة العبقري الذي غيَّر العالَم
جِم إليدرج: كاتب ومعلم بريطاني، ترك وظيفة التعليم وتفرَّغ تفرغًا كاملًا لمهنة الكتابة، ليؤلف تسعين كتابًا أغلبها تتعلَّق بالخيال التاريخي، كما يمتلك جِم رصيدًا من النصوص الإذاعية يُقدَّر بأكثر من مائتين وخمسين نصًّا تمَّ بثها من قبل الإذاعة البريطانية، ومن أشهر مؤلفاته:
The Trenches
Coming Home
Roman Invasion