بيت صالح.. ولدٌ صالح
بيت صالح.. ولدٌ صالح
كما أن للزوجة معايير في اختيارها كذلك الزوج، وما تقدَّم من معايير في اختيار الزوجة هو ذاته يطبق في اختيار الزوج، فالدين، والنسب، والسن، والجمال جميعها أمور لا بدَّ أن تُراعى في اختيار الزوج، ولأن دور الأب دور كبير في تربية الطفل، وأنه بصلاحه يصلح الأبناء فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم): “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه، وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض”، وذلك لأن صاحب هاتين الصفتين سيقوم بالواجب الأكمل في رعاية أسرته والقيام بالحقوق الزوجية.
كذلك من ضمن المعايير الخاصة باختيار الزوج؛ الكفاءة ونقصد بها المُقاربة في التديُّن والحال، وقد جمعها جمهور العلماء في أربع: الدين، والحُريَّة، والنسب، والصنعة، كذلك لا بد أن يكون الزوج محبوبًا مرغوبًا فيه، فكلما كان الرضا بين الزوج والزوجة أكبر، واقترابها في الصفات الأخلاقية والخُلقيَّة أكثر كان ذلك أدعى للمودة والرحمة ودوام العِشرة.
كما أن هناك شروطًا عامَّة للزواج يجب الالتفات إليها، ومنها: الاغتراب في النكاح، أي يختار الزوج أجنبيَّة ليس بينهما صلة قرابة، وكذلك لا بد من الاستخارة والدعاء وأن يستعينا بالله (عز وجل) في تيسير الخير لهما، فإذا ما تمَّت الموافقة وحصل الزواج، فهناك آداب وسنن لحفظ الذرية، منها: تحصين الطفل، وذلك يكون بالدعاء عند الدخول بالزوجة فيقول: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه”، ويصلي مع العروس ركعتين في جماعة ثم يرفع يده ويقول: “اللهم بارك لي في أهلي، وبارك لهم فيَّ، اللهم اجمع بيننا ما جمعت بخير، وفرِّق بيننا إذا فرَّقت إلى خير”.
ويُسنُّ عند الجماع أن يقول “بسم الله، اللهم جنِّبنا الشيطان وجنِّب الشيطان ما رزقتنا”، وفضل هذا الدعاء يقول فيه رسول الله (صلى الله عليه وسلَّم): “فإن قُضي بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدًا”.
الفكرة من كتاب تربية الطفل: حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية
جاءت الشريعة الإسلامية تحفظ حقوق كل شيء، وتضمن له ما يستحقُّه ليكون الكون منسجمًا طبيعيًّا يؤدي كل كائن فيه ما عليه، وممن حفظت الشريعة لهم حقوقهم؛ الطفل.. وذلك للأهمية القصوى في حفظ الإنسان، وبناء إنسان صحيح من الناحية العقدية والأخلاقية والاجتماعية والنفسية والبدنية، ليكون أفراد تلك الأمة مؤهلين لحمل الأمانة والسعي في الأرض لإصلاحها.
يعرض لنا هذا الكتاب الحقوق التي كفلتها الشريعة الإسلامية للطفل، والتي أوجبت فيها على المسؤول حفظها وعدم تضييعها، لينعم الطفل المُسلم بحياته وينشأ مُتزن النفس والشعور.
مؤلف كتاب تربية الطفل: حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية
رأفت فريد سويلم: كاتب تربوي وداعية إسلامي، له العديد من الكتب والمؤلفات من أبرزها:
صناعة الفقيه.
مؤدب الأطفال.
الإسلام وحقوق الطفل.