اعتني بنفسك!
اعتني بنفسك!
إن اعتناء المرأة بجمالها ونظافتها وشخصيتها فكرًا وقلبًا وكذلك ببيتها لا ينقص منها في الإسلام شيئًا، بل على النقيض حثَّ الإسلام المرأة على ضوابط تخصُّ زيَّها وجمالها خارج وداخل بيتها كما قال الله (عز وجل) في كتابه: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾، أي لا تخرج بكامل زينتها خارج بيتها إلا ما ظهر منها وتحفظ بصرها وترتدي زيها الشرعي من كامل حجاب مستتر نظيف غير مُلفت، أما في بيتها فتكتمل أنوثتها بالتزين في بيتها أمام زوجها دون حرج.
وفطرة النساء قامت على حُبِّ إظهار جمالها والزينة وأن تُمتدح في ذلك قال تعالى: ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾، هكذا هي طبيعة المرأة تنشأ في الحلية والنعومة، وتتزين بتاج الإيمان فتشع نورًا جمالًا، ولا عُمر يحكم المرأة في ذلك فقد قالت السيدة عائشة (رضي الله عنها): “كُنا نضمِّد جباهنا بالمسكِ المطيَّب فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها”، فها هُنَّ أمهات المؤمنين أشد النساء ابتلاءً وحِملًا لهمِّ الدين ومسؤولية بيت ودين ولكن اهتمامهن بأنفسهن لا يعوقه شيء وفيه حفظ لفطرة المرأة، وليس الجمال هو المحور الأصلي.
فإيمانك أيتها المرأة المسلمة وفكرك إن لم يكونا زينة لكِ فلا جمال ظاهري سيغطي عليهما، فالفتاة المسلمة تُعرف بدينها وليس ملامح جميلة. والآن الفكر المشوَّه الذي يُصدَّر للفتاة المسلمة هو حُبُّ العري وانتشار الفُحش وعدم الحياء حتى في ملابسها والتسطيح في الفكر والأخلاق.
الفكرة من كتاب إِليكِ أنتِ
حين اخترع البشر دواء للمرض كان بسبب اكتشافهم وجود داء فبحثوا عن الداء وأصله وكيف يمتد ولمن، حتى يكون للدواء أثر شافٍ، وكذلك عِلل المجتمع- بل الأمة الإسلامية كَكُل منذ قديم الزمان- وتحاصره عدة أمراض غربية تنخر في قواه، ومن أهداف هذه الأمراض نزع هوية الأمة وهزيمتها، وإذا أردت أن تنتزع أصل كل بيت فخُذ مكان سيدته، لذا كانت المرأة المسلمة وستظل هي المستهدفة لكل عِلل ونزاعات الغرب حولها، مما آل إلى ظهور الفساد الخُلقي وتخلف المرأة عن دورها الأصلي وضياعها، حتى أصبح الانحراف الحديث إحدى سماتها الشخصية.
مؤلف كتاب إِليكِ أنتِ
د. ليلى حمدان: كاتبة وباحثة في قضايا الفكر الإسلامي، فلسطينية، حاصلة على درجة الماجستير في الطب، لكن هذا لم يمنعها من الانشغال بطلب العلم الشرعي والدعوة والأدب والكتابة، عملت في مجال الدعوة في الغرب وعلى الإنترنت، وهي كاتبة بموقع تبيان، وقد صدر لها عدة كُتب منها:
نجوم على الطريق.
أمريكا التي رأيت.
المختصر في الملاحم والفتن.