كيف أقول لك أحبك؟
كيف أقول لك أحبك؟
هناك طرق كثيرة للتعبير عن الحب، وكل شخص منَّا له طريقته الخاصة التي يعطيها للآخرين ويحتاجها منهم، ونختلف فيما بيننا في هذه الطرق، فهناك من يعبر لك عن حبه بالكلمات، ولا يستطيع فعل أي شيء غيرها، وهناك من يُظهر حبه على هيئة اهتمام بجميع التفاصيل الخاصة بك، وهناك صاحب الأفعال قليل الكلمات.
كما تختلف احتياجات كل فرد عن الآخر، فهناك من يحتاج من شريكه أن يثق به وبأفعاله، وهذا ما يشبع عنده الحب، وهناك من يريد كلام الحب، أو الاهتمام الجسدي، أو مشاعر الصداقة، أو التشجيع، أو علاقة حميمية، أو ثناء أمام الناس، أو حتى هوايات مشتركة، أو شعور بالأمان فقط.
ومعرفة احتياجاتك واحتياجات شريكك خطوة مهمة في فهم العلاقة وخلق تفاهم مع الطرف الآخر، ومن هنا نعلم أن كلمة “أحبك” يُمكن أن تُقال بمليون طريقة، بالكلام الشاعري أو الثناء أو حتى دون أن تنطق كلمة، فيمكن أن تخبر أحدهم بحبك من خلال أفعالك التي تلبي احتياجاته.
ولكن قبل ذلك يجب علينا أن نفهم لماذا يختلف كل منا عن الآخر في الأساس؟ ولماذا لا تتشابه احتياجاتنا؟ وهذا يجعلنا نرجع إلى فطرتنا التي خُلقنا عليها، وهي فطرة المسؤولية الخارجية للرجل في الحروب والدفاع عن الأسرة والبيت وجلب الرزق، وفطرة الأمومة واحتواء الأسرة للمرأة، أما محاولات التقليل من دور المرأة الأم كانت خدعة من المجتمع الذكوري لاستغلال المرأة وتشويه فطرتها، وهذا ما تحاول فعله بعض النسويات المتطرفات، أن تخبر الناس أن النجاح هو تحقيق الذات فقط، وهو مبدأ أناني غير مناسب لفطرة الكثيرات.
وترتب على هذه الفطرة اختلاف الطبائع والاحتياجات والرغبات، وبالتالي طرق ولغات الحب والتفاهم، وهذا ما سنناقشه بالتفصيل في الفقرات القادمة.
الفكرة من كتاب لغات الحب
في الرحلة المرهقة للبحث عن السعادة تعرف في النهاية أن الأسرة هي أكبر عامل مؤثر في سعادتك أو تعاستك، ومصرف لطاقة الحب بداخلك، وطاقة العطاء لأبنائك، وطاقة الحب بلا سبب من شريك حياتك، والاحتياج واللجوء إلى الأب أو الأم عند الشعور بالضياع، فكل الاحتياجات النفسية تستطيع تلبيتها في الأسرة، هنا ستجد الدعم في لحظات الضعف والإحباط، وهنا ستجد الأمان، هنا ستشارك نجاحك وفشلك.
ولكن هناك مشاكل تجعلنا لا نستطيع فهم بعضنا بعضًا، ولا نعبِّر عن مشاعرنا بالشكل الصحيح، ومن هنا يأخذنا الكاتب ليشرح لنا كيف نفهم ونتحدث مع من نحبهم بالشكل المناسب لهم ولنا لنحافظ على بناء علاقات صحية متفاهمة سواء كانت في إطار الأسرة أو خارجها.
مؤلف كتاب لغات الحب
كريم الشاذلي: كاتب وإعلامي وباحث ومحاضر في مجال العلوم الإنسانية وتطوير الشخصية، استطاع في مدة قياسية أن يصل إلى أكثر من نصف مليون قارئ عربي من خلال 15 كتابًا مطبوعًا حاول من خلالها أن يعبِّر عن تطلُّعات جيل وجد نفسه في فترة عصيبة على العالم العربي والإسلامي.
تُرجِمت كتبه إلى اللغات الإندونيسية والماليزية والكردية ولغة برايل للمكفوفين، وقد تقلَّد منصب مدير عام دار “أجيال” للنشر والتوزيع، وحصل على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة، وأعطى محاضرات في جميع جامعات مصر وحضر ضيفًا في كثير من البرامج التلفزيونية في الدول العربية.
من مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”الإجابة الحب”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”.