لمحة تشريحية عن العمود الفقري
لمحة تشريحية عن العمود الفقري
إن فهم الأساسيات يعدُّ الخطوة الأولى لإدراك أبعاد الأمور وأسباب المشكلة ومن ثَمَّ التوصُّل إلى الحل، لذا نبدأ ملخصنا بلمحة تشريحية عن العمود الفقري، نعلم بديهيًّا أنه يتكون من فقرات متراصة فوق بعضها على هيئة سلسلة، يبلغ عددها أربعًا وعشرين فقرة منفصلة، ويقسم العلماء هذه الفقرات وفقًا للمنطقة الموجودة فيها، وتشترك فقرات كل منطقة بخصائص عامة في الشكل والحجم والتركيب، وهي كالآتي: “سبع فقرات عنقية، واثنتا عشرة فقرة صدرية، وخمس فقرات قطنية تقع في مواجهة البطن، وخمس فقرات عجزية، وبضع فقرات عصعصية في نهاية العمود الفقري”.
وتمتاز سلسلة الفقرات بثلاثة انحناءات طبيعية كالتقوُّس “تقعر” الموجود في العنق، والقطنية “منطقة أسفل الظهر”، والتحدُّب الموجود في القسم الظهري “الصدري”، وتسهل تلك الانحناءات حركة الفرد وتجعله مرنًا مما يقلل من الإصابات، كما تعمل العضلات الممتدة على جانبي الظهر مع الأربطة القوية على ترابط الفقرات، ونجد بين الفقرة والأخرى قرصًا غضروفيًّا رقيقًا “ديسك” يفصل بينهما، يتكون القرص من نواة جيلاتينية في المنتصف ومجموعة حلقات ليفية تحيط بها، وتكمن أهمية الديسك في منع احتكاك العظمتين وتليين الحركة وامتصاص الصدمات، كما يعطي العمود الفقري انحناءاته المميزة.
في منتصف هيكل كل فقرة من الفقرات فتحة صغيرة تنتصفها، فإذا وضعت الفقرات فوق بعضها تتكون لدينا قناة تسمى “القناة الشوكية” التي يمر بها الحبل الشوكي، وهو مجموعة من الأعصاب الممتدة بين المخ وأجزاء الجسم المختلفة، تخرج منه تفرُّعات من الألياف العصبية التي تمر خلال فتحات خاصة بالفقرات لتكوِّن واحدًا وثلاثين جذرًا عصبيًّا يمتد على الجانبين ليغذي كل جذر منها نسيجًا مختلفًا.
إذًا فالتجاور بين الأعصاب والعمود الفقري يجعلهما مرتبطين ارتباطًا وثيقًا، أي إن إصابة الفقرات تعني تأثيرًا مرضيًّا يتعلق بالأعصاب كالتنميل على سبيل المثال، والسؤال الآن: إن كانت إصابة الأعصاب تشعرنا بالألم أو ببعض الأعراض، فماذا عن إصابة الفقرات وحدها؟
الفكرة من كتاب هل تعاني من ألم الظهر؟
إن قلنا لك أوجد خمسة أشخاص يعيشون بلا مشاق ولا تعب فهل ستجد؟ وإن سألناك ما أكثر التخصصات الوظيفية راحة بلا مشكلات إدارية ولا استنزافات نفسية أو جسدية، فهل من المنطقي أن نجد تلك المهنة؟ بالتأكيد قد تراودك بعض التصوُّرات عن عمل مثالي أو شخص مترف بالنعيم يبدو أنه ما عانى قطُّ، لكن بعيدًا عن تلك التصورات المناقضة للحقيقة فلا وجود لهكذا حياة مثالية ولا عمل، تمامًا كما لا وجود لشخص لم يعانِ ألمَ الظهر! فوجع الظهر والعنق هو الشكوى التي لا تنضب ولا تنتهي ولا يشفع لها العمر ولا الحال.
في هذا الكتاب -المنشور عام 1994- سنستكشف هيكلنا العظمي وتحديدًا دعامتنا وركيزتنا الأولى عمودنا الفقري، من شتى الجوانب التشريحية والأمراض الشائعة المتعلقة بهذه المنطقة بما في ذلك وسائل العلاج الطبيعي المختلفة بعيدًا عن العلاج الدوائي الكيميائي أو الجراحي وأضرارهما الجانبية.
مؤلف كتاب هل تعاني من ألم الظهر؟
أيمن الحسيني: كاتب مصري وطبيب استشاري الأمراض الباطنة وخبير التغذية والأعشاب، مختصٌّ في مجال الطب الحيوي، وله العديد من المؤلفات المبسطة في مختلف مجالات الطب والصحة العامة والطب البديل، نذكر منها:
عزيزي مريض الروماتيزم.
دليل الأسرة في الإسعافات المنزلية.
خطر يهدِّد صحتنا اسمه ارتفاع الكوليسترول.
الثوم الساحر.. دواء طبيعي في مواجهة أمراض العصر.