حوار بين الصحفي وموسوليني
حوار بين الصحفي وموسوليني
سأله الصحفيُّ -إميل لودفيج- عن الجوع، فأجاب بنيتو موسوليني أن الجوع مُربٍّ صالح كالسجن والعدو، حيث يتذكَّر والدته التي لم تكن تكسب كمعلمة أكثر من 50 ليرة في الشهر، ووالده الذي كان حدادًا بسيطًا، والأسرة التي لم تكن تأكل اللحم تقريبًا، واللحظات الصعبة لما سُجن والده من أجل الدعاية الاشتراكية، ثم ينتقل إلى حياته في عمر التاسعة عشرة لما ترك الأسرة مسافرًا إلى سويسرا كعامل بسيط -والحق أنه هرب من الخدمة العسكرية- وهو يتذكَّر نفسه حاملًا كتاب كارل ماركس -زعيم الشيوعية- في جيبه، ويقول عن هذه الفترة: “ما عساي كنت أستطيع أن أكون حينئذٍ غير اشتراكي متطرف أو شيوعي ثائر؟”.
عمل موسوليني بعد السفر إلى سويسرا في شركة تُدعى “أوروبا للشوكولاتة” اثنتي عشرة ساعة طوال النهار، كما عمل أحيانًا أخرى في مهام حمل حجر البناء حتى الدور الثاني مائة وعشرين مرة في اليوم، ثم سأله الصحفي عن فترة سجنه، ليرد بنيتو أنه سُجن إحدى عشرة مرة في أربع دول أوروبية، لكن المفاجئ أنه ارتاح في كل هذه السجون راحة وصفها بأنه لم يكن يستطيع أن يمتع نفسه بها من نفسِه، وهنا وجه الصحافي ردًّا قويًّا جريئًا لموسوليني الذي كان زعيمًا للفاشية الإيطالية ورئيس الوزراء الإيطالي آنذاك قائلًا: لهذا ترمي بأعدائك السياسيين في السجن؟ وبهدوءٍ وابتسامة، أجابه بنيتو بالنفي، وأنه فقط وجد كل هذا منطقيًّا للغاية إذ يقوم بواجبه.
الفكرة من كتاب خواطر زعيم
في عام 1931 كانت الأمور مستقرَّة لمؤسس الحركة الفاشية الإيطالية وأحد زعمائها، ألدوتشي بنيتو موسوليني، والذي أصبح الحاكم الوحيد لإيطاليا رغم وجود الملك، كل الأحزاب الأخرى أُلغيت ولم يكن بإيطاليا سوى توجُّه واحد وطاعة واحدة تكون للحزب الفاشستي كالنازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام خصوصًا مع تاريخ هذا الديكتاتور الصحافي، وهنا يبدأ بكتابة خواطره.
كان على المؤلف إميل لودفيج أن يعرض بعض خواطر موسوليني، الحوار الصحفي الذي دار بينهما، ويجدر بنا ذكر أن كل هذا قد تم في عام 1931م حين كانت الفاشية في قمتها وتساندها النازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام الذي ميز كلا المذهبين في ذلك الوقت قبل أن ينقلب عليهما.
مؤلف كتاب خواطر زعيم
بنيتو موسوليني، هو حاكم إيطاليا ورئيس وزرائها في الفترة ما بين 1922 و1943، وهو أبرز مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، عُرِف بتاريخه الصحافي المؤثر وكذلك همجيته منذ طفولته وحتى الكبر، إذ استطاع الوصول إلى الحكم بسبب عدم استطاعة الحكومة الإيطالية السيطرة على أعمال حركته الفاشية “القمصان السود” المسلحة، وكان ديكتاتورًا مستبدًّا سواء للشعب الإيطالي أو الشعوب المستعمرة، وبعد دخول الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا المتحالفة مع ألمانيا النازية، تم إلقاء القبض عليه وإعدامه وتعليق جثته أمام الجماهير الإيطالية.