ما بين فقر الأسرة واختلاف الأخوين
ما بين فقر الأسرة واختلاف الأخوين
كان بجانب فراش الأخوين صوانٌ من خشب أحمر توجد به الثياب والأوراق القديمة، حتى أن “بنيتو” قد وجد فيها بعض القصائد والمجلات التي أثارت فضوله، كما وجد خطابات الغرام التي كان يرسلها والده إلى والدته وقرأ بعضًا منها، غريبٌ أن تخيِّم لحظات الفقر والأعباء فتعدم لحظات المشاعر هذه.
يولِّد الفقر بؤسًا، وقد وصل فقر الأسرة إلى أن الجيران كانوا يقرضونهم الخبز والزيت والملح، والحق أن هذه كانت سمة سائدة في المنطقة الريفية الفقيرة، فالعمال كانوا إذا عملوا النهار بأسره لا يحصلون إلا على 28 سولدي فقط، لكن هناك لحظات طيبة يتذكرها “بنيتو” تتمثل في فصل الصيف الذي عشقه هو وأخوه حيث انتهاء الدراسة وإخلاء الأم الغرفة التي استخدمتها كقاعة لمدرستها، ثم تستقبل فيها القمح قبل أن تدرسه الآلة التي كانت الأسرة أول من اشتراها في المنطقة.
اعترف بنيتو أن أخاه أرنلدو كان أطيب منه بكثير حتى أنه لا يتذكر له مشاجرة واحدة في حين أن طفولة بنيتو كانت مصارعات ومشاكل، لكن أرنلدو لم يكن أبدًا على تهور أخيه، فقد كان حليمًا ينصحه بالإصلاح حتى يسلم من توبيخ والده المستمر، كما كان أكثر رقةً وهيبة، حتى أن الجيران يتذكرون حبه النقي لمراهقة شابة وألمه الشديد لما ماتت بمرض عضال، وكأنما انقطعت أسباب الحياةِ عنه حينها.
الفكرة من كتاب خواطر زعيم
في عام 1931 كانت الأمور مستقرَّة لمؤسس الحركة الفاشية الإيطالية وأحد زعمائها، ألدوتشي بنيتو موسوليني، والذي أصبح الحاكم الوحيد لإيطاليا رغم وجود الملك، كل الأحزاب الأخرى أُلغيت ولم يكن بإيطاليا سوى توجُّه واحد وطاعة واحدة تكون للحزب الفاشستي كالنازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام خصوصًا مع تاريخ هذا الديكتاتور الصحافي، وهنا يبدأ بكتابة خواطره.
كان على المؤلف إميل لودفيج أن يعرض بعض خواطر موسوليني، الحوار الصحفي الذي دار بينهما، ويجدر بنا ذكر أن كل هذا قد تم في عام 1931م حين كانت الفاشية في قمتها وتساندها النازية الألمانية، وهنا يأتي دور الإعلام الذي ميز كلا المذهبين في ذلك الوقت قبل أن ينقلب عليهما.
مؤلف كتاب خواطر زعيم
بنيتو موسوليني، هو حاكم إيطاليا ورئيس وزرائها في الفترة ما بين 1922 و1943، وهو أبرز مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، عُرِف بتاريخه الصحافي المؤثر وكذلك همجيته منذ طفولته وحتى الكبر، إذ استطاع الوصول إلى الحكم بسبب عدم استطاعة الحكومة الإيطالية السيطرة على أعمال حركته الفاشية “القمصان السود” المسلحة، وكان ديكتاتورًا مستبدًّا سواء للشعب الإيطالي أو الشعوب المستعمرة، وبعد دخول الحرب العالمية الثانية وهزيمة إيطاليا المتحالفة مع ألمانيا النازية، تم إلقاء القبض عليه وإعدامه وتعليق جثته أمام الجماهير الإيطالية.