إسهامك الفريد
إسهامك الفريد
أفي حياتك عملٌ يأخذك جزءًا من وقتك ليكون فخرًا لك في المستقبل؟ كان ستيف جوبز مؤسس شركة “آبل” يسأل نفسه كل يوم أمام المرآة: “لو كان اليوم آخر أيام حياتي، هل كنت سأفعل ما أنا على وشك فعله اليوم؟”، والحقيقة أن غالب الناس لديهم طاقات مُهدرة، حتى أظهرت بعض الإحصائيات أن فردًا من كل أربعة أفراد يشعر باستغلال قدراته بشكل جيد، بينما الثلاثة الآخرون لا يستغلون قدراتهم، فتظل مدفونة بداخلهم في حياتهم وتدفن معهم في قبورهم، وإن كان لديهم المزيد ليفعلوه لكنهم ادَّخروه إلى الأبد.
البداية لتحقيق إنجازك الفريد أن تبني عادات تساعدك على معرفة قدراتك وإمكانياتك، ومعرفة ما الذي يجعلك راكدًا كسولًا، وما الذي يجعلك نشيطا متقدًا، ثم بعد ذلك تسعى إلى تطوير نقاط قوتك وتقليص نقاط ضعفك، فهناك ثلاثة أنواع من العمل الذي يفعله المرء، أولها رسم الخرائط، أي التخطيط وتحديد الأهداف وترتيب الأولويات، وثانيها التنفيذ؛ أي القيام بالواجبات العملية والخطوات المطلوبة، والنوع الثالث والأخير هو التواصل والتفاعل؛ أي النشاطات التي تطوِّر من إمكاناتك وقدراتك، وهو نشاط دون مقابل في الغالب، إلا أنه مهم وضروري.
بكل تأكيد لا يؤدي الجميع الأنواع الثلاثة، فمن الناس من لديه القدرة على التخطيط والعزم على التنفيذ ومتابعة النتائج لكنه يفتقر إلى التفاعل والتطوير، فغالبًا ما يكون قائدًا في مكانه، ومنهم من يخطِّط ويتفاعل لكنه لا يمتلك العزم والإرادة في التنفيذ، فهو شخص واهم، ومنهم من ينفِّذ ويتفاعل ولكن دون تخطيط ودون امتلاك هدف واضح فيصير متهورًا، وكثيرًا ما يُضيع قدراته، أما الشخص المتكامل فهو من لديه القدرات الثلاث، وهو الشخص المطوِّر.
الفكرة من كتاب مُت فارغًا
في عام 2009 فقدت فتاة تُدعى كاندي شانج شخصية مقربة منها بشكل مفاجئ، كانت بمنزلة أُمٍّ لها، ومن ثم بدأت تفكر في معاني الموت والحياة، وفي الطريقة المثلى التي يمضي بها الإنسان عمره ليخرج أفضل ما بداخله ويستثمر طاقاته وقدراته، وبمساعدة أصدقاء لها صنعت سبورة كبيرة على بيت مهجور، وكتبت عليها عبارات “قبل أن أموت أريد أن…”، وتركت فراغًا ليكمله كل من يمر على السبورة، وكانت النتيجة مذهلة، إذ بدأ المارة يكتبون رغباتهم وأحلامهم، فهناك من يسعى للسفر إلى مكان ما، وآخر يود أن يصبح مُغنيًا فيسمعه الملايين، وثالث يود أن يؤلف كتابًا.
والسؤال الذي لا بدَّ للمرء أن يوجهه إلى نفسه؛ ماذا تود أن تفعل قبل موتك؟ ما الهدف والغاية التي تستثمر بها طاقاتك وتخرج بها أفضل ما عندك؟ فكم من آلاف الطموحات والأفكار التي لم تنفذ، وملايين الاختراعات التي لم يعمل أحد على تحقيقها، وعشرات الأحلام التي تخلى عنها أصحابها سعيًا وراء لقمة العيش حتى لقمتهم الأيام ولفظتهم الدنيا إلى القبور!
مؤلف كتاب مُت فارغًا
تود هنري Todd Henry: كاتب ومحاضر، مهتم بمسائل وقضايا التطوير والإبداع والإنتاجية، ومساعدة الأفراد والمؤسسات على توليد الأفكار المبتكرة، وقد صدر له عدة كتب في هذا المجال، حملت عناوين “أعلى صوتًا من الكلمات Louder than Words”، و”مبدعٌ بالصدفة The Accidental Creative”، و”ترويض النمور Herding Tigers”، و”شفرة التحفيز The Motivation Code”، والكتاب الذي بين أيدينا وهو الوحيد المترجم من بين كتبه “مُت فارغًا Die Empty” .